معركة ثانية، فاز فيها مرشح التيّار الوطني الحر النائب آلان عون، بوجه مرشح القوات اللبنانية النائب زيار حوّاط، أثناء انتخاب أميني السر في هيئة مكتب مجلس النواب اللبناني، فيما فاز باقي أعضاء هيئة المكتب الأربعة بالتزكية.
واثر جدل قانوني حول آلية انتخاب أميني السر في المجلس النيابي، بين المطالبين بانتخابهما في عملية اقتراع واحدة، وبين من يطالب بانتخاب كل واحد على حدى، وحفاظا ً على التنوّع الطائفي، حسم الرئيس نبيه برّي النقاش، بالطلب باجراء عملية الاقتراع، بشكل منفصل.
وانسجاما، مع الاعراف النيابية، جرى التصويت لامين السر الماروزني أولاً، حيث فاز فيها عضو كتلة لبنان القوي النائب آلان عون من الجولة الأولى بحصوله على 65 صوتاً، في مواجهة مرشح كتلة الجمهورية القوّية النائب زياد حوّاط، الذي نال 38 صوتاً فقط، فيما حصل مرشح قوى التغيير النائب ميشال الدويهي ، على أربعة أصوات، وسٌجّل تسعة أوراق بيضاء ، وأربعة ملغاة.
أمّا بشأن المرشح الدرزي لأمين السرّ الثاني، فقد فاز مرشح كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي ابو الحسن بالتزكية، بعد انسحاب مرشح قوى ” التغيير” فراس حسن، كما فاز النواب هاغوب بقرادونيان وميشال موسى وعبدالكريم كبارة، بالتزكية لعضوية مفوضي هيئة مكتب المجلس.
وفيما حاول نوّاب قوى ” التغيير” تبرير انسحاب المرشح فارس حمدان، اعتراضا على التقسيم الطائفي، متناسين أنهم نجحوا بقانون انتخابي يعتمد التوزيع الطائفي للمقاعد، كما انّهم رشحوا اميني سرّ وفق العرف المتبع للتقسيم الطائفي، الا أنّ الملاحظ أنّ هذا الانسحاب، جاء بعد خسارة ميشال الدويهي، ما أظهر عدم القدرة على المنافسة، وتجيير الأصوات للمرشح الثاني.
أمّا القوّات اللبنانية التي تخوض معركة، تحاول من خلالها تزعّم كتلة نيابية تضمّ كل المعارضين لحزب الله والتيار الوطني وحلفائهما في المجلس النيابي، الاّ أنّ خسارة مرشحها لأمانة السر زياد حوّاط بوجه مرشح التيّار الوطني الحرّ آلان عون، تثبت عدم قدرة القوات اللبنانية، على جمع كلّ هذه الفئات تحت لوائها، من جهة، وكذلك عدم قدرتها على تحجيم قوّة التيّار الوطني الحر سياسياً وشعبيا، رغم الحملات غير المسبوقة التي تقودها القوات اللبنانية، مرفقة بمنظومة اعلامية ضخمة، بدعم مالي خارجي واضح وصريح، منذ سنوات، لتشويه صورة التيّار ، وتحميله كل تبعات الأزمات التي يمر بها لبنان، على خلفية علاقته بحزب الله.