اقتحم انصار التيار الصدري البرلمان العراقي، للمرة الثانية خلال أيام، معلنين نيتهم البقاء داخله، وسط تحذيرات من مغبة السماح لعناصر تابعة لجهات خارجية من استهداف المتظاهرين لاشعال الفتنة.
وأشارت مصادر عراقية إلى أن التصعيد في الشارع لا يصب في صالح أي طرف، وإلى أن مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة محمد شياع السوداني قد يتبنى خلال الساعات المقبلة 15 نقطة موقعة سلفا من القادة السياسيين ضمن الوثيقة الوطني التي تبناها السيد مقتدى الصدر في وقت سابق.
ولفتت المصادر إلى أن الوثيقة تتضمن فرض السيادة الكاملة على البلاد، وعدم التدخل الخارجي ومنع اي مسؤول غربي من زيارة العراق دون تنسيق مسبق كما يحصل حاليا مع الوفود الاميركية.
وفي حين أن لا مطالب واضحة للمتظاهرين، قالت المصادر إن “بعض الجهات تحاول اشعال الفتنة عبر استهداف المتظاهرين والصاق التهم لاطراف داخلية من اجل زيادة الغليان الشعبي وجره الى الصدام مباشر”.
هذا في وقت، دعا الإطار التنسيقي، إلى الالتزام بضبط النفس واقصى درجات الصبر والاستعداد، وذكر بيان عن الإطار”نتابع بقلق بالغ الاحداث المؤسفة التي تشهدها العاصمة بغداد خلال هذه الايام وخصوصًا التجاوز على المؤسسات الدستورية واقتحام مجلس النواب والتهديد بمهاجمة السلطة القضائية ومهاجمة المقرات الرسمية والاجهزة الامنية”.
وتابع الإطار، “واننا اذ نوصي بضبط النفس واقصى درجات الصبر والاستعداد فاننا ندعوا جماهير الشعب العراقي المؤمنة بالقانون والدستور والشرعية الدستورية الى التظاهر السلمي دفاعا عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها وفي مقدمتها السلطة القضائية والتشريعية والوقوف بوجه هذا التجاوز الخطير والخروج عن القانون والاعراف والشريعة”.
وحمّل الإطار الجهات السياسية التي تقف خلف هذا التصعيد والتجاوز على الدولة ومؤسساتها، كامل المسؤلية عما قد يتعرض له السلم الاهلي نتيجة هذه الافعال المخالفة للقانون، مشيراً إلى أن “الدولة وشرعيتها ومؤسساتها الدستورية والسلم الأهلي خط احمر على جميع العراقيين الاستعداد للدفاع عنه بكل الصور السلمية الممكنة”.
وأعلنت اللجنة المشرفة على تظاهرات “حماية الدولة” أنه سيتم تحديد مكان وساعة انطلاق تظاهرات حماية الدولة والمؤسسات بشكل مركزي، وقالت في بيان مقتضب “الى ابناء شعبنا الأبي الصابر عشائرنا العراقية الاصيلة، اصحاب المواكب والهيئات الحسينية، ونحن في هذه المرحلة الخطرة والحساسة، نؤكد على الاستعداد التام للدفاع عن العراق وشرعية دولته ومؤسساته التشريعية والقضائية”.
رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم، دعا التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي للدخول في حوار مفتوح مباشر وبناء تحت سقف الوطن والمصلحة الوطنية وحفظ الدم العراق. واوضاع في بيان أن الحوار يجب أن يأخذ معاناة الشعب وهواجسه ومصالحه بنظر الإعتبار، ويتم التأكيد فيه على تطمين كل طرف للآخر بعدم وجود نية لإلغاء أحد على حساب آخر.
وجدد السيد الحكيم التأكيد على اعتبار أن الحوار السبيل الأوحد والأقرب والأقصر ولاسبيل غيره للوصول إلى الحلول المناسبة والناجعة ﻹنقاذ البلد واتقاء الإنزلاقات التي تودي بالوطن إلى ما لايحمد عقباه، كما وحث كل طرف بخطابه وقواعده الجماهيرية على ضبط النفس والتحلي بأقصى درجات الحكمة للحيلولة دون ضياع الوطن الذي لايعوض.
ودعا رئيس تحالف الفتح هادي العامري الى “اعتماد نهج التهدئة وضبط النفس والتأني ، وترجيح اسلوب الحوار والتفاهم البناء من اجل تجاوز الخلافات”.
وفي بيان ، قال العامري: “الى جميع الاخوة الاعزاء شركاء الوطن في الاطار التنسيقي والتيار الصدري ، وكل من تهمه حياة العراق والعراقيين ، ادعوكم جميعا الى اعتماد نهج التهدئة وضبط النفس والتأني ، وترجيح اسلوب الحوار والتفاهم البناء من اجل تجاوز الخلافات ، التي مهما كانت فهي قابلة للحل والتفكيك بهدوء وبعيدا عن الانفعالات”.
وأضاف: “كل ماجرى لغاية الآن يدور في حدود الممارسة الديمقراطية الا ان شعبنا الصابر ينظر بخوف وحذر الى ما يمكن ان تجره الاوضاع الحالية من فتنة وما يمكن ان يسببه الانفلات من اراقة للدماء لا سمح الله، وبذلك تتحقق امنيات اعداء العراق الذين يتربصون به الدوائر”.
وتابع البيان: “ادعو جميع الاخوة المعنيين بهذه الازمة الى البدء بتهيئة الحلول السلمية التي تلبي المطالب السياسية على اساس التفاهم والتنازلات المتبادلة واحترام الدستور والقانون، فالعراق في وضع لا يحسد عليه ويجب علينا جميعا تجنيبه المزيد من المشاكل والمعاناة والانتظار العقيم، ادعو الله ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى”.
رئيس الحكومة العراقية السابق حيدر العبادي، قال إنه “من منطلق المسؤولية الشرعية والوطنية ندعو القادة السياسيين الى الحوار والاتفاق”، وتابع “يجب ان يكون العراق وأمنه هو الكلمة السواء التي يجب ام نتفانى في سبيلها إنقاذا من الفتن والمنزلقات”.
وأضاف العبادي “الخلافات قد تعصف بأمن البلاد واستقراره”، معلنا استعداده لتقريب وجهات النظر للخروج من الأزمة وابعاد الوطن والمواطنين عن أي فتنة.
وشدد المجلس الأعلى الإسلامي العراقي على أن حفظ السلم الاهلي وحماية مصالح الشعب ومؤسساته الدستوريـة واجـب شـرعـي ووطـنـي، ودعا الناطق باسمه علـي الدفاعي جميع القوى المخلصة، إلى العمل على التهدئة، وتأمين أبناء الشعب العراقي من أية مخاطـر، وعـدم الانجـرار الى شحن الشارع.
وبالمقابل، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال مصطفى الكاظمي، أن استمرار التصعيد السياسي يزيد من التوتر في الشارع وبما لا يخدم المصالح العامة، داعيا المتظاهرين الى الالتزام بالسلمية في حراكهم. وذكر بيان لمكتب رئيس الحكومة أن “الكاظمي وجه القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، ودعا المتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم، وعدم التصعيد، والالتزام بتوجيهات القوات الأمنية التي هدفها حمايتهم، وحماية المؤسسات الرسمية”.
ونقل البيان عن الكاظمي قوله، إن “استمرار التصعيد السياسي يزيد من التوتر في الشارع وبما لا يخدم المصالح العامة”. وشدد على أن “القوات الأمنية يقع عليها واجب حماية المؤسسات الرسمية، وأكد ضرورة اتخاذ كل الإجراءات القانونية لحفظ النظام”.
وفي بيان آخر، دعا رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الكتل السياسية إلى الحوار والتفاهم من أجل العراق والعراقيين، والى الابتعاد عن لغةِ التخوينِ والإقصاء، والتحلي بروحٍ وطنيةٍ عالية وجامعة، وقال “ألفُ يومٍ من الحوارِ الهادئ خيرٌ من لحظةِ تُسفكُ فيها نقطةُ دمٍ عراقي”.
كما دعا الكاظمي الجميعَ إلى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية، وعدمِ الانجرارِ إلى التصادم، وأدعو المواطنينَ إلى عدمِ الاصطدامِ مع القوى الأمنيةِ واحترامِ مؤسسات الدولة، واضاف “يجب أن نتعاون جميعا لنوقفَ من يسرعُ هذه الفتنةِ، والكلُ يجب أن يعلمَ جيداً أن نارَ الفتنة ستحرقُ الجميع”.
وقال “الظرفَ صعبٌ جداً، وهذه حقيقةٌ مُرة مع الأسف الشديد، وعلينا أن نتعاونَ وأن نتكاتف جميعا، حتى لا ندفعَ بانفسِنا إلى الهاوية. علينا أن نحكمَ عقولَنا وضمائرَنا ووجدانَنا، ونلتفَ حولَ العراق والعراقيين، لا حولَ المصالحِ الضيقةِ”، وتابع “الجميعُ يتحمل المسؤولية…الاحزاب والطبقةُ السياسية والقوى الاجتماعيةُ وسائرُ المؤثرين.. علينا أن نقولَها، نعم، الجميع، وعلى الجميعِ أن يتصرفَ وفقَ قواعد الحكمة والبصيرة من أجلِ العراق، حتى لا نخسرَ مجدداً”.
وعلى مستوى التيار الصدري، فقد حمل وزير زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، صالح محمد العراقي، الكتل السياسية مسؤولية أي اعتداء على المتظاهرين. وقال في تغريدة “نحمل الكتل السياسية أي اعتداء على المتظاهرين السلميين، فالقوات الأمنية مع الإصلاح والإصلاح معها”.
وفي الوقت الذي توجه فيه المتظاهرون إلى مجلس القضاء محاولين اقتحامه، فقد دعا العراقي المتظاهرين إلى عدم التعدي على مجلس القضاء. وقال في تغريدة إن”شئتم إيصال صوتكم (للقضاء العراقي) فلا نرضى بالتعدي عليهم”. وأضاف: “نزاهة واستقلالية القضاء مطلبنا”.
كما حاول انصار التيار الصدر الوصول إلى مقر وزارة الدفاع، في المنطقة الخضراء، واستخدموا الآلات المناسبة لكسر بوابة القوات الخاصة. وقامت مكبرات الصوت بدعوة المتظاهرين إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة.
ودعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية التظاهر، ووجه حماية البرلمان بعدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم، وعدم حمل السلاح داخل البرلمان، فضلاً عن توجيه الأمانة العامة لمجلس النواب بالتواجد في المجلس والتواصل مع المتظاهرين”. كما وجه الحلبوسي أيضاً بتواجد موظفي المركز الصحي للبرلمان للحالات الطارئة.
وبدوره، ذكر بيان لمكتب نائب رئيس البرلمان شاخەوان عبدالله أحمد أن “عبد الله وجه فوج حماية مبنى مجلس النواب بعدم استخدام القوة أو التعرض للمتظاهرين الذين دخلوا مبنى المجلس (بيت الشعب) للتعبير عن رأيهم ويجب احترام إرادتهم”، داعياً “المتظاهرين الى ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهر وعدم الإضرار أو التجاوز على الأبنية الحكومية وحماية مؤسسات الدولة”.
دولياً، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى وقف التصعيد. وقالت في بيان إن “التصعيد المستمر مقلق للغاية، وأن أصوات العقل والحكمة ضرورية لمنع المزيد من العنف وتشجيع جميع الجهات الفاعلة على وقف التصعيد لصالح جميع العراقيين”.
ووقعت احداث اليوم، على خلفية امكانية عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية العراقية. ورغم أن رئيس اللجنة القانونية النيابية محمد عنوز قد نفى مساء امس الجمعة، عقد جلسة نيابية اليوم السبت للتصويت على رئيس الجمهورية بسبب عدم وصول البيت الكردي الى اتفاق، فقد استمرت التظاهرات.
وأفادت وزارة الصحة يوقوع 125 إصابة خلال أحداث اليوم السبت، بينهم 25 عسكرياً، خلال مواجهات جرت بين القوات الأمنية والمتظاهرين، الذين حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء، قبل تمكنهم من اقتحام البرلمان.
➖➖➖➖➖➖➖
للاشتراك في وكالة يونيوز للأخبار. يمكنكم الضغط على الرابط التالي
https://unewsagency.com
➖➖➖➖➖➖➖