تعرض العلامة الشيخ عبد الجليل المقداد إلى اعتداء من قبل عناصر من حرس سجن “جو” البحريني، اول من امس الثلاثاء، بعد اعتراضه على التوقيع على إفادة بأنه يرفض الخضوع للعلاج في المستشفى.
جمعية “الوفاق” البحرانية نشرت امس الاربعاء، تسجيلًا صوتيًا للشيخ المقداد تبيّن فيه أنه كان يفترض نقله لخارج السجن لتلقي العلاج، إلّا أن شرطيًا أبلغه أن الطبيب ليس موجودًا، فطلب الشيخ المقداد إعادته الى السجن نتيجة ذلك، إلّا أن قوات النظام طلبت منه التوقيع على إقرار برفضه للعلاج، فما كان من المقداد إلّا أن رفض، قبل أن يتدافع 4 من الحراس لضربه لولا تدخل حراس آخرين لمنعهم.
وبعد ساعات من مزاعم وزارة الداخلية بعدم تعرضه لاعتداء، كشف الشيخ المقداد في تسجيل صوتي عن محاولة اعتداء آثمة “بكل ما تحمله الكلمة من معنى”، قائلًا إن فيها تشفّيًا وعدوانًا وظلمًا لا ينبغي السكوت عليه.
وأوضح المقداد أن ما بين 4 إلى 5 أشخاص هاجموه، ولولا تدخل بعض الشرطة لمنعهم لكان في خبر كان.
وتابع أنه كان يفترض أن يذهب للطبيب المعالج لكنهم قالوا له إن الطبيب غير موجود، فقال ما من داعٍ للذهاب اذًا، وهذا هو السبب، ولكنهم طلبوا منه أن يكتب إقرارًا أمام الكاميرا يقول فيه إنه ممتنع عن العلاج فرفض.
وأضاف “يلاحقونك من أجل كتابة هذا الإقرار برفض العلاج، وقد تكرر هذا الأمر كثيرًا ما ينبئ عن وضع خطير”، قائلًا “قبل أسبوعين أُخِذتُ إلى المستشفى في صندوق، في درجة حرارة مرتفعة جدًا، وكدتُ أن أعطب وأهلك”، مؤكدًا أنه تعرض لضيق تنفس وآلام في الرأس.
وأكد الشيخ المقداد أنه يعاني من اهمال طبي متعمد قد يشكل خطرا على حياته، فهو يعاني منذ سنوات من الام حادة في الرأس من دون تشخيص او علاج، ويعاني من “ديسك” في فقرات الظهر، وورم في قدمه. وشدد على أن وضعه الصحي من سيئ إلى أسوأ.
وفي بيان حول الواقعة، دعا المرجع البحريني الكبير آية الله الشيخ عيسى قاسم الشعب البحراني إلى الاستنكار المتواصل لإهانة السجناء، مشيرًا إلى أنه “ليس من شيم الرجال التضحية برجل مثل العلامة الشيخ عبد الجليل المقداد.”
وقال إن الشيخ المقداد “من شخصيّات الهويّة الإسلاميّة الأصيلة، والوطنيّة الصادقة، فالاعتداءُ عليه اعتداءٌ على الإسلام والوطن.”
وأضاف الشيخ قاسم “التفريطُ بشأنه من قِبل الشعب تفريطٌ من الشعبِ نفسه بنفسه، وليس من شيمة الرجال أن يضحُّوا برجلٍ مثله، وقد ضحّى من أجلهم بصدقٍ، وكفى بسيرته برهانًا”.
وتابع “الاستنكارُ المتواصلُ لإهانة السجناء السياسيّين، وإيذاؤهم النفسيّ والجسديّ، وتجريدهم من حقوقهم صوتٌ شعبيٌّ يجب ألّا يخمد أو يخف في يومٍ من الأيام، والحقُّ الذي لا محيص عنه ألّا يبقى المطالبون بحقوق الشعب ليوم واحد في السجن”.
وعقب ذلك، اندلعت تظاهرات حاشدة في مختلف مناطق البحرين، ليل امس الاربعاء، شهدت تضامنا واسعا مع معتقل الرأي الشيخ المقداد.
وقد عمّت التظاهرات الغاضبة عددًا من المناطق البحرينية أبرزها في دمستان والسنابس، حيث رفع المشاركون صور الشيخ المقداد ونددوا بمواصلة النظام اعتقال السجناء في ظروف صحية صعبة، ووسط انتشار مرض السل داخل السجون.
وبالموازاة، شارك البحرينيون بتظاهرة ثورية غاضبة في بلدة البلاد القديم تنديدًا باعتداء النظام على الشيخ المقداد، وتضامنًا معه ومع الأسرى الذين يتعرضون للحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانيّة في السجون، داعين للافراج عن السجناء دون قيد او شرط.
كما أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة تحت هاشتاغ “#الشيخ_عبدالجليل_المقداد”، مُطالبين بالإفراج عنه، ومندّدين بالتعامل غير اللائق الذي يتعرض له.
➖➖➖➖➖➖➖
للاشتراك في وكالة يونيوز للأخبار. يمكنكم الضغط على الرابط التالي
https://unewsagency.com
➖➖➖➖➖➖➖