حوّل الطبيب السوري، محمد خواتمي، منزله في حلب القديمة إلى متحف مصغر يحفظ فيه مخطوطات مدينته التاريخية ويعرض حقب زمنية مختلفة مرت عليها عبر لوحات رُسمت بإتقان بالفسيفساء، أحد الفنون القديمة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 4 آلاف عام قبل الميلاد.
بدأ خواتمي عمله في صناعة اللوحات الفسيفسائية بالنقل من اللوحات التاريخية، ثم أخذ برفقة مجموعة من الفنانين، بتطوير العمل وأخذ ينجز لوحات للمواقع الأثرية التي تشتهر بها مدينة حلب القديمة كقلعة حلب التي يعود تاريخ بنائها الى 10 آلاف عام قبل الميلاد، ولوحات أخرى تصور التاريخ المحلي الغني بالبلاد.
يقف خواتمي وسط لوحاته الفسيفسائية التي تزين جدران منزله وهو يتحدث عن تاريخ هذا الفن وانتقاله وتطوّره عبر العصور المتلاحقة من زينة للقصور والمعابد إلى لوحات وثّقت مراحل هامة من الحضارة البشرية وهذا ما يسعى خواتمي للحفاظ عليه وهو توثيق تاريخ مدينته عبر لوحات تُصنع بعناية وإتقان وتكون بوابة للمهتمين بهذا الفن للاطلاع على تاريخ مدينة حلب التي تعد أحد أقدم المدن المأهولة في العالم.
وإلى جانب صناعة اللوحات الفسيفسائية، تحظى المخطوطات القديمة بحيّز كبير من اهتمام الطبيب خواتمي، لا يخلو جانب من منزل خواتمي من مخطوطة أو ورقة أو كتاب يتراوح تاريخها بين 150 إلى 400 عام، عمل الطبيب بيديه على ترميمها وحفظها ووفق تقنية خاصة تدرب على إتقانها من خلال دورات تدريبية خضع لها في منظمة اليونيسكو لحفظ التراث العالمي.
ولا يكتفي خواتمي فقط بترميم الوثائق والمخطوطات التي توارثها عن أجدادها بل يسعى إلى جمبع أخرى منها، من عوائل مدينة حلب القديمة خصوصاً وترميمها وعرضها في منزله الذي أطلق عليه “متحف ذاكرة حلب”، ويتمنى أن يتحوّل هذا المنزل بالفعل إلى مكان خاص يعرض من خلاله تاريخ مدينة حلب والحضارات التي تعاقبت عليها خلال تاريخها الطويل.