بعد مسار طويل من الانسداد السياسي، بدأت الحياة تعود الى المؤسسات الدستورية العراقية، مع نيل حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ثقة المجلس النيابي.
تشكيل الحكومة، التي سبقها تجديد الثقة برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وانتخاب رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، تمّ التصويت عليها، بعد اسبوعين فقط من تكليف محمد شيّاع السوداني، حيث جرت آليات التصويت على 21 وزارة من أصل 23، بسلاسة بالغة على الرغم من بعض الاعتراضات، فيما لم يُحسم أمر وزارتي البيئة والاعمار والاسكان.
التشكيلة الحكومية، ضمّت شخصيات سياسية واكاديمية، ممثلة لقوى الاطار التنسيقي، والحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، إضافة الى تحالف السيادة وتحالف عزم، الى جانب حركة بابليون، وفيما أعلنت بعض التيارات السياسية عدم مشاركتها في الحكومة، ومن ضمنها تيّار الحكمة، رغم دعمها لها، بقي التيّار الصدري على موقفه بالمقاطعة الكاملة للحكومة، رغم محاولات الحوار التي أطلقت معه.
نيل الحكومة الثقة، لا ينفي حجم التحديات التي قد تعترض عملها، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعاني منها البلاد، وهو ما ظهر بوضوح من البيان الوزاري للحكومة، التي تضمّن عدداً من الأولويات، وفي مقدّمتها مكافحة الفساد الاداري والمالي، معالجة ظاهرة البطالة ودعم الفئات الفقيرة ومحدودي الدخل، اضافة الى اصلاح القطاعات الاقتصادية والمالية، والعمل على تطوير الخدمات التي تمس حياة المواطنين.
اعادة النظر بقرارات حكومة تصريف الاعمال، وصرف مستحقات المحافظات المنتجة للنفط والغاز وفق مدد زمنية مقبولة، اضافة الى إجراء انتخابات مجالس المحافظات، والالتزام بإعادة النازحين الى مناطق سكنهم وإكمال تشريع قانون النفط والغاز في غضون ستة أشهر من تاريخ تشكيل الحكومة، مواضيع التزم به رئيس الحكومة أمام اعضاء مجلس النوّاب، ما يضع الحكومة على المحك، بشأن مدى قدرتها على تحقيق تنفيذ هذه الالتزامات.
فالحكومة المدعومة من معظم القوى السياسية في البلاد، من المفترض ان تنطلق بزخم كبير في معالجة الملفات المتفاقمة، والتي تركت اثارها على الوضعين الاجتماعي والأمني، لاسيما مع ارتفاع معدلات الفقر الى اعلى مستوياته، ومحاولة تنظيم داعش الارهابي استعادة نشاطه، مستغلاً الأوضاع السياسية، حيث تُمارس القوات الأمنية، جهودا كبيرة لمنع تمدّده، من خلال الضربات الاستباقية، لمواقع انتشاره، لاسيما في المناطق الحدودية مع سوريا.
➖➖➖➖➖➖➖
للاشتراك في وكالة يونيوز للأخبار. يمكنكم الضغط على الرابط التالي
https://unewsagency.com
➖➖➖➖➖➖➖