أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ضرورة الاستمرار في العمل مع إيران في مجال مكافحة الإرهاب “لأن الإرهاب هو عدو مشترك للجميع”.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في أنقرة، أمس الاثنين، أشار جاويش أوغلو إلى أنهما “ناقشا جميع جوانب العلاقات الثنائية بين تركيا وإيران وكيفية تحسين التنسيق والتعاون في مختلف المجالات”.
وشدّد جاويش أوغلو على أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين سجل انخفاضاً كبيراً، وأضاف: “لكن السنة الماضية سجل ارتفاعاً بنسبة 62.5 بالمئة، واستمرت الزيادة في الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، يعني ذلك الانخفاض انقلب عكسيا”.
ولفت المسؤول التركي إلى أن “رئيسي البلدين حددا هدف الوصول إلى 30 مليار دولار لحجم التجارة بين طهران وأنقرة”.
وتابع قائلاً: “لكن الرقم حالياً أقل من هذا بكثير، لذلك علينا بذل جهود أكبر ورفع حجم تجارتنا، واستخدام جميع الآليات المتوفرة لدينا بشكل جيد”.
كما أكد أن تركيا تعارض العقوبات الأحادية ضد إيران، معرباً عن أمانيه أن تتخذ كافة الأطراف الخطوات المطلوبة من أجل تفعيل الاتفاق النووي مجدداً.
وتطرق إلى التعاون بين تركيا وإيران بخصوص مكافحة الإرهاب، قائلاً: “بصفتنا جارين فإن تعاوننا بمكافحة الإرهاب مهم، وبحثنا اليوم هذه المسائل كالتعاون الأمني، وشاطرنا تطلعاتنا الملموسة بهذا الصدد، وعلينا استمرار العمل سويا بهذا الخصوص لأن الإرهاب هو عدونا المشترك”.
وأوضح أنه بحث مع نظيره الإيراني قضايا إقليمية بما فيها الأزمة الأوكرانية والوضع في العراق وأفغانستان، والمسألتين السورية واليمنية.
وأعرب جاويش أوغلو عن رغبة تركيا بأن يصبح وقف إطلاق النار في اليمن دائما، مشددا أن الحل الوحيد هناك هو الحل السياسي.
وحول القضية السورية، أوضح أن استمرار اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، جرى بفضل مسار أستانا لحل الأزمة السورية، مؤكداً استمرار التعاون بهذا الخصوص.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الايراني، انه أوضح حساسية ايران وملاحظاتها بشأن الصهاينة وتحركات كيانهم بصراحة خلال اللقاء مع نظيره التركي، معرباً عن أمله في أن تؤدي الجولة الجديدة من المحادثات لإلغاء الحظر الى نقطة اتفاق بتحلي أمريكا والثلاثي الاوروبي بنظرة واقعية.
وقال حسين أمير عبداللهيان: مثلما أعلنا مرارًا وتكرارًا أن تنمية العلاقات الايرانية التركية وترسيخها وتعزيزها مدرجة على جدول أعمال حكومة الرئيس رئيسي وذلك في إطار سياسة الجوار ومحورية الجيران للجمهورية الاسلامية الايرانية.
وأضاف: لقد تحدثنا اليوم بخصوص مختلف الموضوعات، وخلال الزيارة التي قام بها جاويش اوغلو الى طهران، اقترحت عليه إعداد خارطة طريق طويلة الامد للتعاون ومناقشتها للتوصل الى اتفاق بشأنها، وخلال زيارتي اليوم سيتم تقديم مسودة ونسخة الى جاويش اوغلو من مقترح الجانب الايراني للعمل على وثيقة بعنوان “التعاون الشامل طويل الامد بين البلدين”. ولقد تحدثنا في طهران حول محتواها والذي يشمل التعاون الشامل في المجال السياسي والاقتصادي والتجاري والامني والعسكري والدفاعي والسياحي وسائر المجالات ذات الرغبة المشتركة لدى البلدين، لافتا الى انه تم الاتفاق على عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين الجانبين.
وأشار امير عبداللهيان الى اوضاع اليمن، قائلاً: دعمنا استمرار الهدنة في موضوع اليمن، وأكدنا ضرورة رفع الحصار الانساني واعتماد الحل السياسي في اليمن.
كما أعلن عن ترحيب طهران بتشكيل حكومة قانونية وموحدة في ليبيا، كما اننا نؤكد على الحفاظ على وحدة ليبيا.
وعن الاحتلال الاسرائيلي أوضح أمير عبداللهيان: نحن نعتبر الكيان الصهيوني العدو رقم 1 للمسلمين في العالم الاسلامي. ونحن واثقون ان تركيا لم تبتعد مطلقا عن دعم فلسطين وتحرير القدس، وهذا الموقف الجاد من تركيا محل اهتمامنا بجدية، الا اننا أوضحنا حساسيتنا وملاحظاتنا بصرحة تجاه تحركات الكيان الصهيوني وأن الصهاينة أينما حلوا، كانوا عاملا للازمة وانعدام الامن.
ولفت الى زيارة مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، وقال: أطلعت جاويش أوغلو على زيارة بوريل لطهران والاتفاق على مواصلة المفاوضات لإلغاء الحظر، معربا عن أمله بأن نشهد في الجولة الجديدة من المحادثات بين ايران والاطراف المقابلة، شريطة التعامل بنظرة واقعية من قبل اميركا والثلاثي الاوروبي.