تواصل القوات الروسية لليوم الخامس على التوالي، عمليتها الخاصة في أوكرانيا بهدف حماية دونباس ونزع السلاح من أوكرانيا لإزالة التهديدات الصادرة من الأراضي الأوكرانية لأمن روسيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان اليوم الاثنين، سيطرة القوات الروسية بشكل كامل على أجواء أوكرانيا، سيما بعد سيطرة الجيش الروسي على مدينتي بيرديانسك وإنرغودار جنوبي البلاد.
ولفتت الى أن “القوات المسلحة الروسية ضربت 1114 منشأة من البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا منذ بداية العملية، مؤكدة أن جميع المدنيين المقيمين في كييف يمكنهم مغادرة العاصمة الأوكرانية بحرية على طول الطريق السريع كييف – فاسيلكوف.
وبالتزامن مع الاشتباكات التي تشهدها العاصمة، وافق البرلمان الأوكراني بالإجماع على فرض حالة الطوارئ في البلاد، مع اشتداد المعارك بين القوات الروسية والجيش الأوكراني في عدد من المدن، وإعلان كلا الطرفين إلحاق خسائر فادحة بالطرف الآخر.
ومن المقرر أن يلتقي وفدي أوكرانيا وروسيا على الحدود الأوكرانية-البيلاروسية، اليوم الاثنين بدون شروط مسبقة الساعة 12 ظهرًا بتوقيت موسكو،، في حين قال الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينكسي، في كلمة ملتفزة أنه لا يتوقع الكثير من هذا الاجتماع.
وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية البيلاروسية أنّه تمّ إعداد منصة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وأنّها تنتظر وصول الوفود لبدء المفاوضات.
من جهتها، أعلنت الوكالة البيلاروسية أنّ الوفد الأوكراني يتوجّه إلى مدينة غوميل لإجراء المفاوضات مع روسيا.
كما نقلت وكالة “بيلتا” الرسمية البيلاروسية عن فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قوله إنّه “في اللحظات الأخيرة، وقبل موعد المغادرة، أعلن الوفد الأوكراني توجهه إلى مدينة غوميل للقاء الوفد الروسي”.
وفي سياق سير العملية العسكرية، كانت قد أعلنت مجموعة “أوكروبورونبروم” العامة الأوكرانية أمس الأحد أن أكبر طائرة في العالم من طراز “أنتونوف 225” (Antonov 225) دُمرت في ضربات روسية على مطار قرب كييف.
وقالت المجموعة في بيان إن “الغزاة الروس دمروا أبرز الطائرات الأوكرانية” في مطار أنتونوف في غوستوميل، حيث كانت الطائرة تخضع لإصلاحات، وأشارت الى أن ترميمها سيكلف ما يزيد على 3 مليارات دولار وسيستغرق وقتًا طويلاً.
وهذه الطائرة فريدة من نوعها في العالم، إذ يبلغ طولها 84 مترًا ويمكنها نقل ما يصل إلى نحو 250 طناً من البضائع بسرعة تصل إلى 850 كيلومترًا في الساعة، وأطلق عليها اسم “مريا”؛ أي “الحلم” باللغة الأوكرانية.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عبر تويتر “روسيا دمرت مريا، لكنها لن تكون قادرة على تدمير حلمنا بدولة أوروبية قوية وحرة وديمقراطية.. سننتصر”.
وفي إقليم سومي شمال شرقي البلاد، لا تزال المعارك دائرة بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية.
وفي الجنوب، تحاول القوات الروسية السيطرة على خيرسون، منطلقة من جزيرة القرم المحاذية لها التي سيطرت عليها منذ عام 2014.
كما ذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن مدينة أوديسا على البحر الأسود تتعرض لإطلاق نار، ويحاول الجيش الأوكراني صدّ محاولات توغل من محاور مختلفة للجيش الروسي الذي يعدّ متفوقًا في العديد والعتاد، وقال إنه أحبط إنزالًا جويًا للقوات الروسية في منطقة البحر الأسود.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أمر قيادته العسكرية بوضع قوات الردع الروسية (في إشارة إلى الوحدات التي تضم أسلحة نووية)، في حالة تأهب قصوى، مشيرًا إلى أن قادة الناتو يطلقون تصريحات “عدائية” ضد بلده، في حين قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن هذه الخطوة جزء من مسلسل تصعيد مستمر و”تهديدات مختلقة” من جانب الكرملين.
بدوره دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد الأجانب الراغبين في مساعدة بلاده على مواجهة العمليات العسكرية الروسية للتوجه إلى سفارات كييف في العالم وتسجيل أسمائهم للالتحاق بـ”فرقة دولية” من المتطوعين.
وفي حين شدد زيلينكسي على تمتع الأوكرانيين بالشجاعة الكافية للدفاع عن بلادهم بمفردهم، رأى أن هجوم موسكو “ليس مجرد غزو روسي لأوكرانيا، بل هو بداية حرب ضد أوروبا”.
من جهته قرر الاتحاد الأوروبي إغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية، ما يعني أن جميع الطائرات المملوكة لروسيا أو المسجلة باسم موسكو أو تسطير عليها روسيا لن تتمكن من الهبوط أو الإقلاع أو التحليق فوق الأراضي الأوروبية.
بدوره، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن تحرك بوتين لوضع القوات الروسية في حالة تأهب قصوى أمر خطير وغير مسؤول، ويضاف إلى النمط العدواني للزعيم الروسي في ما يتعلق بأوكرانيا، حسب تعبيره.
كما وغادر أكثر من 368 ألف أوكراني بلده وفقًا للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة وقطع 200 ألف لاجئ الحدود نحو بولندا منذ بدء الغزو الروسي، كما ولقي 352 مدني أوكراني حتفهم منذ بدء العملية العسكرية الخميس الفائت، حسبما قالت وزارة الداخلية الأوكرانية الأحد، 14 منهم على الأقل أطفال، وأُصيب 1684 شخصا.