لافروف: واشنطن والناتو في ردهما على مبادرة الضمانات الأمنية لم يراعيا مباعث القلق الرئيسية

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الولايات المتحدة في ردها على مبادرة الضمانات الأمنية المطروحة من قبل موسكو لم ترد على أهم طلب روسي، وهو وقف تمدد حلف الناتو شرقًا.

وقال لافروف، في أول تعليق من موسكو على رد الولايات المتحدة الخطي على مبادرة الضمانات الأمنية: “أما بخصوص مضمون هذه الوثيقة فإنها تتضمن ردود أفعال تبعث على الأمل في إطلاق حوار جدي، لكن بشأن قضايا ذات أهمية ثانوية فقط”.

وأقر لافروف بأن الوثيقة الأمريكية “لا تضم أي رد إيجابي بشأن المسألة الرئيسة”، وهي طلب موسكو بوقف استمرار تمدد حلف الناتو شرقا ونشر منظومات هجومية من شأنها أن تشكل خطرا على أراضي روسيا.

وكرر موقف روسيا القاضي بأن الغرب في أوائل التسعينيات قدم إلى موسكو تعهدات بأن الناتو لن يتمدد شبرًا واحدًا شرقًا، محملًا الزملاء الغربيين المسؤولية عن محاولة التهرب من تنفيذ هذه الوعود حاليًا.

ولفت لافروف إلى أن عددًا من الوثائق المبرمة ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، منهما “وثيقة اسطنبول” (1999) و”إعلان أستانا” (2010)، تنص على التزام الموقعين عليها بمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، مذكرا بأن هذا المبدأ يربط بين حق الدول في بناء تحالفات مع ضرورة مراعة الدول الأعضاء في المنظمة المصالح الأمنية لبعضها البعض.

وأكد كبير الدبلوماسيين الروس أن موسكو ستقدم قريبًا استفسارًا رسميًا إلى زعماء كافة الدول الموقعة على “وثيقة اسطنبول” بشأن عدم التزام الغرب بتعهداته بعدم تعزيز أمنه على حساب دول أخرى.

وأبدى لافروف قناعته بأن الوثيقة الأمريكية التي تضم رد الولايات المتحدة على المبادرة الروسية سيتم تسريبها قريبًا للرأي العام، خاصة وان إعدادها جاء بالتنسيق مع كافة حلفاء واشنطن والحكومة الأوكرانية.

وأشار إلى أن الخارجية الروسية تدرس حاليًا الرد الأمريكي على مبادرتها والآخر الذي تلقته من حلف الناتو، وستبلغ، بعد التشاور مع الوزارات المختصة الأخرى، الرئيس فلاديمير بوتين بهذا الشأن كي يحدد الخطوات المستقبلية الواجب اتخاذها.

وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قد صرح في وقت سابق اليوم، بأنه ليس هناك دواع كثيرة للتفاؤل في رد الولايات المتحدة على المبادرة الروسية، وقال: “لا يمكن القول إن الولايات المتحدة وحلف الناتو راعيا اعتبارات روسيا بشأن الضمانات الأمنية في ردهما على هذه المقترحات أو أظهرا استعدادا لأخذ مباعث قلق موسكو في عين الاعتبار”.

وأضاف بيسكوف أنه في ظل هذه التصريحات “يصبح جليًا تمامًا أنه لا يمكن القول إنهم راعوا اعتباراتنا بشأن المواضيع الرئيسية المنصوص عليها في مسودتي الاتفاقيتين (اللتين اقترحت موسكو على واشنطن والحلف إبرامها) أو أظهروا أي استعداد لأخذ مباعث قلقنا في عين الاعتبار”.

مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
Related articles