كشفت تقارير صادرة الامم المتحدة، عن حدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في جمهورية إفريقيا الوسطى، بعضها قد يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وطالبت الحكومة بوضع حدّ لجميع الانتهاكات، ومحاسبة جميع المتورطين بشكل مباشر وغير مباشر.
أصدر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم تقريرين عن “أحداث مقلقة للغاية” في جمهورية أفريقيا الوسطى. يوضح أحدهما بالتفصيل هجوما وحشيا منظما شنّته ميليشيات موالية للحكومة على إحدى القرى، بينما يصف الثاني كيف ارتكبت جماعات مسلحة معيّنة أعمال عنف جنسي متكررة بطريقة منهجية وواسعة النطاق.
وفي مؤتمر صحفي عقدته في مقر الأمم المتحدة في جنيف، يصف التقرير الأول تنفيذ ميليشيا مسلحة هجوما على قرية بويو في محافظة أواكا، في الفترة الواقعة بين 6 إلى 13 كانون الأول/ديسمبر 2021، ما أدّى الى مقتل ما لا يقل عن 20 مدنيا، واغتصاب خمس نساء وفتيات، وإحراق ونهب حوالي 547 منزلا، وإجبار أكثر من ألف قروي على الفرار.
ووفق التقرير، استخدمت الميليشيات المناجل في هجومها على المدنيين العزل، كما احتجزت عدة مئات من المدنيين لمدة ثلاثة أيام في مسجد القرية، ويرجّح التقرير أن الهجوم قد تم لمعاقبة الجالية المسلمة، لدعمها لـ “وحدة السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى”. ويخلص التقرير إلى أن الأفعال التي ارتُكبت في بويو قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
التقرير الثاني، يستند إلى أربع بعثات استقصائية في محافظتي مبومو وهوت-كوتو، يشرح بالتفصيل العنف الجنسي المرتبط بالنزاع المرتكب من كانون الأول/ديسمبر 2020 إلى أوائل آذار/مارس 2022 من قبل مجموعتين تابعتين لتحالف الوطنيين من أجل التغيير (CPC)، ويتألف التحالف من ست مجموعات مسلحة.
وقد ارتكب التحالف المذكور، انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي، ولاسيّما العنف الجنسي الذي تمّ بطريقة منهجية وواسعة النطاق، حيث وقعت 245 امرأة وفتاة ضحايا للعنف الجنسي. وتعرّض معظمهن للاغتصاب الجماعي، مشيراً الى أنّه تم الإفراج عن بعض الضحايا، بينما تم الاحتفاظ بأخريات كرقيق، وتعرّضن للاغتصاب المتكرر لأيام متتالية.
يشار الى أنّ تحالف الوطنيين من أجل التغيير (CPC)، كان قد وقّع على اتفاق السلام في 6 شباط /فبراير 2019، لكنّه تبرّأ منه لاحقا، وقاطع انتخابات 27 كانون الأول/ديسمبر 2020، وتمكّن من السيطرة على عدّة مناطق، بما في ذلك محافظتا مبومو وهوت-كوتو – وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية مثل اليورانيوم والذهب والماس، حيث ارتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان
ووصفت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، هذا المستوى غير المسبوق من العنف الجنسي بالصادم، وطالبت الحكومة بوضع حدّ لجميع الانتهاكات، سواء من قبل قواتها أو الميليشيات الموالية للحكومة أو المتعاقدين العسكريين الأجانب الخاصّين، ومحاسبة جميع المتورطين بشكل مباشر وغير مباشر فيها.
وتحث الأمم المتحدة في التقريرين الحكومة، على اتخاذ إجراءات عاجلة، بما يتماشى بالكامل مع القانون الدولي، لاستعادة السيطرة على المنطقة بأسرها، وإعادة بسط سلطة الدولة في ظل سيادة القانون. كما يطالب التقريران بوضع تدابير ملموسة وفعّالة لحماية المدنيين، ومنع انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان في المستقبل، في المناطق المتضررة من العنف والنزاع المسلح.
➖➖➖➖➖➖➖
للاشتراك في وكالة يونيوز للأخبار. يمكنكم الضغط على الرابط التالي
https://unewsagency.com
➖➖➖➖➖➖➖