قررت حكومة شهباز شريف استدعاء الجيش الباكستاني من أجل تأمين مقرات الحكم الرئيسية في إسلام آباد، بعد وصول رئيس الوزراء السابق عمران خان على رأس مسيرات حاشدة لأنصاره الى العاصمة وذلك للمطالبة بحل البرلمان وتحديد موعد لانتخابات عامة مبكرة.
ونظّم عشرات الآلاف من أنصار خان، أمس الأربعاء، مسيرات من جميع المدن باتجاه إسلام آباد، في حين وقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي حاولت إيقاف المسيرات ومنع وصولهم إلى العاصمة.
وتعهد خان أمام الحشود، بعدم الخروج من الشارع حتى يتم تحديد موعد للانتخابات المبكرة.
ونشرت السلطات الأمنية قواتاً كبيرة ووضعت حاويات على الطريق السريع الذي يربط مدينة بيشاور بإسلام آباد، وفي إثر ذلك وقعت اشتباكات بين الطرفين، وتمكن أنصار عمران خان من إزالة الحاويات والعوائق الموضوعة على الطريق واستمروا في تقدمهم.
أمّا في لاهور، فقد استعانت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين عند محاولتهم إزالة العوائق الموضوعة على الطرق المؤدية إلى العاصمة.
وفي إسلام آباد، أغلقت المدارس أبوابها ووضعت خدمات الطوارئ في المستشفيات في حالة تأهب. في حين أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين في مدينة قراشي.
وأعلن وزير الداخلية الباكستانية، رانا ثناء الله، أنّ حكومة بلاده سمحت بنشر الجيش في “المنطقة الحمراء” في إسلام آباد، حيث توجد المؤسسات الحكومية والقضائية والتشريعية الرئيسية، لضمان أمن المكاتب الحكومية والبعثات الدبلوماسية.
وقال الوزير، في بيان نشره عبر موقعه على “تويتر”، إنّ “الحكومة الفيدرالية سمحت، وفقاً للمادة 245 من الدستور، بنشر عددٍ كافٍ من القوات الباكستانية في المنطقة الحمراء”.
من جانبهم، أكد المشاركون في التظاهرات أنهم لن يغادروا الشارع ما لم تدعُ الحكومة إلى انتخابات مبكرة، قبل الموعد المحدد في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وشارك عمران خان في هذه التظاهرات، مؤكداً رفضه لسياسة الحكومة التي يصفها بالمستودرة.
وقبل أيام، خرجت تظاهرة حاشدة لحركة “إنصاف” في كراتشي ضد حكومة شهباز شريف، وقد جاءت بعد خطاب ألقاه خان دعا فيه إلى اتخاذ إجراءات ضد “الحكومة المستوردة”، وذلك بعد حملة ضغط قوية تعرض لها، وأدّت إلى سحب الثقة منه. واتّهم خان الولايات المتحدة بالعمل على إسقاطه.
وطالب خان سابقاً بانتخابات جديدة في ظل اضطراب سياسي بعد تولّي حكومة جديدة مقاليد السلطة، محذّراً من أنّ “الحكومة تواجه تحديات ضخمة لإنعاش الاقتصاد المتعثر”.
وكان البرلمان الباكستاني أطاح برئيس الوزراء، عمران خان، في 11 نيسان/أبريل الماضي، في جلسة صوّت خلالها 174 نائبًا من أصل 342، وانتهت ولاية خان التي كان من المقرر أن تنتهي في صيف 2023.
وأكّد خان أنَّ تحركات عزله هي “محاولة لتغيير النظام في إسلام آباد، بدعم من الولايات المتحدة”.