تقدّم روسي متواصل في اليوم الثالث من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

لليوم الثالث على التوالي، تواصل القوات العسكرية الروسية عملياتها العسكرية في الأراضي الأوكرانية، وسط تقدّم ملحوظ على أكثر من محور قتالي في مواجهة القوات الأوكرانية.

ملامح الخطة العسكرية الروسية التي بدأت تتكشف، أظهرت عزم روسيا على عزل أوكرانيا جواً وبحراً، منعاً لتلقيها أي مساعدات عسكرية، فضلاً عن محاولة ربط جزيرة القرم المستقلة التابعة لروسيا باقليم دونباس شرقي اوكرانيا، حيث تواصل قوات جمهورتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين تقدّمها، مخترقة الخطوط الدفاعية الأوكرانية على محاور قتالية عدّة.

القوات الروسية التي استطاعت تحقيق أوّل أهدافها عبر عزل أوكرانيا جوّاً، لاسيما بعد تدمير قاعدة اوديسا والسيطرة على المدينة الاستراتيجية الكبرى الواقعة على ساحل البحر الأسود، فضلاً عن تمكّنها من إفقاد اوكرنيا أي قدرة على لهجوم والدفاع الجوّي عبر تدميرها للمطارات والمقارات العسكرية، واصلت تقدّمها لتنفيذ باقي أهداف الخطة العسكرية.

وفي آخر التطورات الميدانية على محور العمليات البرية، فإنّ القوات الروسية التي انطلقت من جزيرة القرم باتجاه الشمال وانقسمت الى قسمين، وتمكن القسم الأوّل منها من الوصول الى مدينة ماريوبول في إقليم دونيتسك المطلة على بحر آزوف، أحكمت سيطرتها الكاملة على مدينة ميليتوبول الموصلة الى مدينة ماريوبول، وفق ما أكّدت وزارة الدفاع الروسية.

وأوضح المتحدث باسم وزراة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، أنّ العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، لا تزال مستمرة. وأشار إلى أن الجيش الروسي، “تمكن من السيطرة على مدينة مليتوبول. ويتم اتخاذ جميع التدابير لضمان سلامة المدنيين ومنع الاستفزازات من جانب المخابرات الأوكرانية والقوميين المتعصبين”.

ولفت اللواء كوناشينكوف، الى أن القوات الروسية دمرت 821 منشأة عسكرية، كما أسقطت 7 طائرات و7 مروحيات و9 مسيرات تابعة للجيش الأوكراني، مؤكدًا أنّ القصف فقط على أهداف البنية التحتية العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية.

إحكام السيطرة على مدينة مليتوبول التي من المرجح أنّ يُسرّع عملية الربط بين الأراضي الروسية واقليم دونباس عبر جزيرة القرم، قابله مواصلة قوات قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغاسك الشعبيتين، وبدعم ناري من الجيش الروسي، توسيع مساحات اختراقها للدفاعات الأوكرانية في اقليم دونباس.

وقد تمكنت قوات الجمهوريتين من الاستيلاء على بلدتي باخموتفكا وغريتشكينو، في حين تواصل هذه القوات هجومها باتجاه نوفومايسكويه، وفق ما أكّدت وززارة الدفاع الروسية، التي أشارت الى أنّ القوات الأوكرانية تقوم خلال تراجعها بتفجير المحطات الكهربائية والجسور.

ويُشار الى أنّ الهجوم الروسي من الشمال الشرقي، الذي اتجه جنوبًا نحو مدينة خاركيف وهي أكبر ثاني مدينة بعد كييف، حيث يُتوقّع أنّ تتجه القوات الروسية عبر شبكة من الطرق للوصول الى مدينتي كراسنوهارد ونيبروبيتروفيسك الواقعة على نهر دنيبر والسيطرة على الخط بين خاركيف ونيبروبيتروفيسك وصولا الى خيرسون سيؤمن امتداد بري واسع بين الاراضي الروسية مع جزيرة القرم عبر لوهانسك ودونيتسك.

واستكمالاً للخطة الهادفة لعزل اوكرانيا عن البحر الأسود، والتي يمكن تفسير الهجمات على مدينة اوديسا في اطارها، فقد تمكن القسم الثاني من القوات الروسية التي انطلقت من جزيرة القرم، من الوصول الى مدينة خيرسون عاصمة المقاطعة التي تحمل الاسم نفسه وهي تتميز بموقعها على البحر الاسود كونها مصب نهر دنيبر الذي يقسم اوكرانيا الى شرق وغرب.

وبموازاة التقدّم نحو مدينة خيرسون، تشهد كل الواجهة البحرية الممتدة من الحدود الأوكرانية مع رومانيا الواقعة شمال غربي البحر الأسود وصولاً الى حدود روسيا في الجنوب الغربي، تحركات عسكرية متسارعة، يرجّح معها في حال سارت المعارك على هذه الوتيرة، من انتهاء الواجهة البحرية في وقت قريب جدّاً، وفق ما تؤكد مصادر مطّلعة.

أمّا في ما خص العملية العسكرية الروسية نحو العاصمة التي اعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا بأنّها تهدف لمحاسبة النظام على جرائمه المتمادية بحق الشعب الأوكراني ومن ضمنهم المواطنون الروس، فيبدو أنّ عملية كييف تنتظر انهاء تحرير مدينة خاركوف ثاني اكبر مدينة اوكرانية.

ويبدو أن القوات الروسية وصلت بالفعل الى كييف حيث شهدت الاحياء الشمالية منها اشتباكات مسلحة، حيث أفادت سلطات العاصمة الأوكرانية كييف، بأن المدينة تشهد “أعمالا قتالية نشطة” وحثت السكان على توخي “الهدوء واليقظة”.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد ليلية من كييف، حيث يسمع دوي انفجارات، وتبادل لإطلاق النار قرب محطة ميترو الأنفاق “بيريستييسكايا” الواقعة غرب المدينة، والتي يقع بالقرب منها مقر اللواء ​​المنفصل رقم 101 الخاص بحراسة هيئة الأركان العامة الأوكرانية.

وأشارت وسائل إعلام أوكرانية إلى أن القوات الروسية تتقدم باتجاه العاصمة كييف ومدن خيرسون وماريوبول جنوب البلاد، وأنها سيطرت على عدد من البلدات أو طوقتها، لكن الأضرار الرئيسية حتى الآن تسببها الصواريخ عالية الدقة والطائرات الروسية التي تقصف باستمرار المنشآت العسكرية الأوكرانية.

وأشارت المعلومات الى أنّه تمّ نشر مجموعات من القوات الخاصة الروسية (النفوذية) داخل مدينة كييف، وهي التي تنفذ العمليات في قلب العاصمة بالتعاون مع مجموعات من الجيش الاوكراني لانجاح العمليات، وأوضحت أن الجسرين الذين تمّ تففجيرهما شمال كييف فجرتهما القوات الروسية، وليس الجيش الاوكراني بهدف عزل ضواحي كييف الشمالية عن كييف.

يُشار الى أنّ الهجوم الروسي على شمال اوكرانيا، انطلق من الاراضي البيلاروسية واستولت القوات الروسية على مدينة تشيرنوبيل واتجهت بمحاذاة نهر دنبير، في محاولة للسيطرة على الطرق الرئيسية الموصلة الى العاصمة.

مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
Related articles