حملة على نابلس هي الأعنف منذ 20 عاماً

اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية البلدة القديمة في نابلس بعد منتصف الليلة الماضية، كان أبرزها حي “رأس العين” في شرق البلدة، وهناك استشهد الشاب حمدي القيم (35 عاما).

ومن ثم جاء الاقتحام الآخر للقوات الخاصة إلى “حارة الياسمينة”، وسط البلدة القديمة تقريبا، حيث اكتشف أمر تسللها بواسطة عناصر من الأمن الفلسطيني، ليقع اشتباكا مسلحا بين الطرفين أدى إلى إصابة عدد من العناصر الأمنية.

وكان اكتشاف القوات الخاصة في سوق البصل، قرب حارة الياسمينة، جرس إنذار لمجموعات المقاومة، لا سيما بعد استشهاد الشابين حمدي شرف وعلي عنتر في بداية تسلل الجنود الإسرائيليين، ليتتبع المقاومون بدورهم جنود الاحتلال ويواجهونهم بإطلاق النار المباشر ومحاصرتهم في المكان، وبالتحديد بالقرب من “حوش العطعوط” حيث وقعت الاشتباكات الأشد منذ الاجتياح الإسرائيلي للمدينة إبان الانتفاضة الثانية عام 2002.

وعلى إثر ذلك، دفع جيش الاحتلال بقوات إضافية من جنوده إلى البلدة القديمة، تحت غطاء كثيف من النيران من النقاط العسكرية الإسرائيلية المحيطة بمدينة نابلس والجاثمة فوق جبليها (جرزيم وعيبال) وباتجاه منطقة دوار الشهداء وسط نابلس وحارة الياسمينة.

وأطلق الاحتلال إلى جانب الرصاص الكثيف “الصواريخ المضادة للدروع” باتجاه منزل تحصّن به عدد من المقاومين، وهو ما أكده الإعلام العبري أيضا ومشهد الدمار الذي خلَّفه جيش الاحتلال في المنطقة المستهدفة.

ويضيف شاهد العيان أن الاشتباكات كانت تشتد من ساعة لأخرى، واستمرت حتى الثالثة فجرا، ومع كل صلية رصاص كانت تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي رسائل المقاومين وبيان “عرين الأسود” حول تصديهم لجيش الاحتلال ودعوتهم لمؤازرة المقاومة ونصرتها، ليندفع عشرات الشبان إلى التدفق على البلدة القديمة رغم انتشار القناصة والوحدات الخاصة الإسرائيلية والاشتباكات العنيفة.

وعلى مدى أكثر من ساعة، تضاربت الأنباء حول مصير عدد من المقاومين، وخاصة المتعلقة باستشهاد وديع الحوح، القائد البارز في “عرين الأسود”، فكأن أحدا لم يصدق اغتياله، إذ ملأت التكبيرات المكان وعمّ صدى رصاص المقاومين المدينة كاملة، بينما نعت مآذن المساجد الشهداء وأعلنت الاضراب الشامل.

وإسرائيليا، وصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عملية الليلة العسكرية بـ”غير المسبوقة”، وذكرت أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال ووحداته الخاصة، ومنها “اليمام” (وحدة خاصة بالاغتيالات) حاصرت مبنى في بلدة نابلس القديمة استُخدم كمختبر لتصنيع المتفجرات لجماعة “عرين الأسود”.

ذكر بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد عدوانه على نابلس الليلة وفجر اليوم الثلاثاء أنه “لا مخابئ آمنة في أي مكان بالضفة الغربية”. وجاء اغتيال الاحتلال لوديع الحوح (31 عاما)، أبرز قادة “عرين الأسود”، بعد يومين من اغتيال أحد ناشطي المجموعة المركزيين وهو تامر الكيلاني، فجر الأحد، بعبوة ناسفة شديدة الانفجار.

وهو ما جعل عددا من المعلقين السياسيين يذهبون إلى الاعتقاد بأن الاحتلال قرر اتباع طريقة جديدة في استهدافه المقاومين من “العرين” تحديدا، بسبب عدم قدرته على شن عملية عسكرية مباشرة وطويلة الأمد في البلدة القديمة بنابلس.

وفي الميدان وخلال اشتباك المقاومين مع جنود الاحتلال بمدينة نابلس، نفذ مقاومون من “كتيبة جنين” (مجموعات مقاومة في جنين شمال الضفة) عمليات إطلاق باتجاه حاجز الجلمة شمال المدينة. بينما اشتبك فلسطينيون آخرون مع جيش الاحتلال عند حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، واندلعت مواجهات عنيفة بقرية النبي صالح شمال غربي رام الله حيث استشهد الشاب قصي التميمي (20 عاما).

وأُعلن الاضراب الشامل بمحافظة نابلس لكنه امتد ليشمل مناطق واسعة بالضفة الغربية، بينما أعلنت جامعتا “النجاح” بنابلس و”بيرزيت” في رام الله تعطيل الدراسة، ودعت بيانات للكتل الطلابية إلى الاشتباك مع الاحتلال ردا على اغتيال المقاومين وتضامنا مع نابلس.
➖➖➖➖➖➖➖
للاشتراك في وكالة يونيوز للأخبار. يمكنكم الضغط على الرابط التالي
https://unewsagency.com
➖➖➖➖➖➖➖

مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
Related articles