أثارت الخطوة الروسية بالاعتراف باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونتيسك شرق اوكرانيا، ردود فعل غاضبة في أوروبا والولايات المتحدة، إذ ندد الاتحاد الأوروبي باعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانفصاليين في أوكرانيا واعتبر الخطوة “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”، مؤكدًا عزمه “الإعلان عن حزمة عقوبات على كيانات وأفراد روس”. كما أعلنت واشنطن أنها ستفرض عقوبات جديدة على موسكو.
لكن ماذا نعرف عن المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا؟
“دونيتسك الشعبية” و”لوغانسك الشعبية”، جمهوريتان انفصاليتان مواليتان لروسيا التي اعترفت باستقلالهما أمس الإثنين، تقعان في حوض دونباس الناطق باللغة الروسية في شرق أوكرانيا، وقد أصبحتا منذ 2014 خارجتين عن سيطرة كييف.
ويعود وجود ناطقين بالروسية في تلك المنطقة بشكل أساسي إلى إرسال عمال روس إليها بعد الحرب العالمية الثانية خلال الحقبة السوفياتية.
وأُعلنت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك في 12 أيار/مايو 2014 استقلالهما بعدما صوّت معظم سكان المقاطعتين بشرق أوكرانيا في استفتاء عام لصالح الانفصال عن أوكرانيا.
ولا يعترف المجتمع الدولي باستقلالهما الذي أُعلن بعد الاستفتاءات.
وتاريخياً، تقع منطقتا دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس جنوب شرق أوكرانيا على مساحة تقدر بنحو 52.3 ألف كلم مربع.
كما وشهدت المنطقتان مواجهات مع الجيش الأوكراني منذ 8 سنوات، أودت بحياة أكثر من 14 ألف شخص.
وتتّهم كييف والغرب، روسيا، بدعم الانفصاليين الموالين لموسكو عسكريًا وماليًا في اقليم دونباس.
وتقع منطقة دونباس أيضًا في قلب معركة ثقافية بين كييف وموسكو التي تؤكد أن هذه المنطقة، على غرار جزء كبير من شرق أوكرانيا، يسكنها ناطقون بالروسية ينبغي حمايتهم من القومية الأوكرانية.
ووصلت الجهود المبذولة لحل النزاع في شرق أوكرانيا، المنصوص عليها في اتفاقات “مينسك” التي أُبرمت عام 2015، إلى طريق مسدود، فيما تتبادل كييف والانفصاليون الاتهامات بانتهاكها.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن مساء امس الإثنين، اعترافه باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، وذلك خلال خطاب بثه التلفزيون الرسمي، رغم تحذيرات الغرب من أن تلك الخطوة قد تعود على موسكو بعقوبات واسعة.
وقال بوتين: “أعتقد أنه من الضروري اتخاذ قرار تأخر كثيرًا، بالاعتراف فورًا باستقلال وسيادة كل من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية”، قبل أن يبث التلفزيون الرسمي لقطات لتوقيعه في الكرملين مع رئيسي المنطقتين الانفصاليتين على اتفاقات للتعاون المشترك.