تستمر الاشتباكات المتقطعة بين الفصائل المسلحة الموالية لانقرة في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، على خلفية انشقاق فصيل تابع لحركة أحرار الشام عن “الفيلق الثالث” التابع لـ”الجيش الوطني” المدعوم من انقرة.
الخلاف بين الطرفين بدأت شرارته قبل شهرين، ما أدى إلى اشتباكات ووقوع قتلى وجرحى، ليتم عقب ذلك تشكيل لجنة لبحث الخلاف والوصول إلى حل، قبل تجدد الاشتباكات، أول أمس السبت، ودخول “هيئة تحرير الشام” على خط المواجهات، عبر تسيير أرتال عسكرية إلى جانب “أحرار الشام”.
ميليشيا “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) بدأت بالدخول مجدداً الى مناطق ريف حلب الشمالي الغربي الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة المدعومة تركياً، بعد أن انسحبت منها أمس الأحد، بضغطٍ تركي.
وأفاد مصدر محلي، بسيطرة النصرة على حواجز وقرى كباشين وفافرتين وباصوفان جنوب مدينة عفرين شمال غرب حلب، وقامت بتثبيت عدد من الحواجز العسكرية التابعة لها في المنطقة.
وأضاف المصدر، أن دخول النصرة قابله انسحاب من ما يسمى فيلق الشام، وهو ما سهل على الأولى سرعة الدخول والسيطرة على القرى والمواقع في المنطقة.
وتابع المصدر، أن الفصائل المدعومة تركياً وعلى رأسها ما يسمى فرقة الحمزة قامت بحشد عناصرها في بلدة الباسوطة الواقعة الى الشمال من القرى التي دخلتها النصرة، وسط استنفار أمني وعسكري كبير في المنطقة.
واليوم الثلاثاء، هبطت طائرة مروحية تركية قرب بلدة اطمة المحاذية للحدود السورية-التركية شمال مدينة إدلب، قيل إنها تحمل وفداً من الاستخبارات التركية لاجراء اجتماع مع مسؤولين من جبهة النصرة بحسب مواقع سورية معارضة.
ويندرج الاقتتال الفصائلي الداخلي الذي تفجّر مجدداً في الشمال السوري، بين فصيلي “الجبهة الشامية” و”أحرار الشام”، ضمن حالة الفوضى الأمنية والعسكرية التي تحكم هذا الشمال، المزدحم بعشرات الفصائل والتشكيلات العسكرية المتباينة في الرؤى والأهداف، ليزيد كلّ ذلك الشكوك في نجاح تجربة “الجيش الوطني” المعارض، والتي كانت تهدف إلى تجاوز الحالة الفصائلية وهي حالة كما يبدو باتت متجذرة في المشهد السوري العسكري المعارض.
يذكر أن المخابرات التركية أجبرت، أمس كل من “لجبهة الشامية” و”جيش الإسلام” من جهة و”أحرار الشام” و”جبهة النصرة” من جهةٍ أخرى على وقف العمليات العسكرية بين الطرفين وعودة الأوضاع الميدانية لما كانت عليه قبل الاقتتال.
وكانت مناطق ريف حلب الشمالي شهدت الأيام الماضية اشتباكات دموية عنيفة بين “الجبهة الشامية” و”حركة أحرار الشام”، خلفت قتلى وعشرات الجرحى بين الطرفين وفي صفوف المدنيين.