أكد الخبير والمحلل العسكري اليمني، عابد الثور، أن “انتصار الجيش واللجان الشعبية في معركة حرض المحاذية للسعودية له أهمية كبيرة، باعتبار أن حرض منطقة حدودية ومنطقة تماس مع العدو السعودي”، مؤكداً أن ما حدث يعدّ “إنجازاً عسكرياً في حد ذاته لصالح القوات المسلحة اليمنية لأن البعد الميداني هو لصالح الجيش السعودي”.
وقال العميد الثور في تصريح لوكالة يونيوز للأخبار، إن “العدوان جهز وأعد بشكل كبير لهذه المعركة، لكنها دحرت في أيام معدودة، وتلاشت دعايات العدوان بأنه سيطر على المنطقة بعد أن فندتها عدسة الإعلام الحربي بالصوت والصورة، وأثبتت أن السيطرة هي لقوات صنعاء”، منوهاً إلى أن السعودية أرادت أن تتوسع في هذه الجبهة لتعويض خسارتها في مأرب والجوف، وفي الساحل الغربي، وأن الجيش السعودي كان يطمح للوصول إلى الحديدة من الجانب الشمالي إذا سيطر على هذه المنطقة، لكنه خسر الرهان”.
وأشار العميد الثور إلى أن” الإعداد لهذه المعركة كان كبيراً جداً، وتم لأكثر من سنتين، وكانت معركة كبيرة شاركت فيها الدبابات وكافة الأسلحة”، لافتاً إلى أن هذه المعركة أثبتت تفوق القدرات العسكرية اليمنية، وما يدل على ذلك هو العدد الكبير لقتلى العدو خلال هذه المعركة”.
وأوضح أن “هذه المعارك لم تؤثر على الوضع الميداني لقوات صنعاء في محافظة مأرب، فالقوات هناك في أفضل وضعيتها، وهي تسيطر على أهم المرتفعات والعوارض، ولا يفصلها عن دخول المدينة سوى القرار السياسي، بحيث تكون عملية هجومية واسعة”، مؤكداً أن قوات العدوان لم تعد قادرة على تحريك أي معركة في مأرب”.
ولفت إلى أن” حزب الإصلاح سبب الكثير من المتاعب لقوى العدوان، وأن القبائل في مأرب شعرت بأن هذا الحزب يتدخل في صميم شؤونها، وأن ما يدور من صراع في تلك المناطق هو أكبر رسالة بأن القبائل لم تعد ترغب في حزب الإصلاح الذي يتحكم بمأرب”.
وفي ما يتعلق باستمرار العمليات في العمقين السعودي والإماراتي أوضح العميد الثور أنها “لا تزال قائمة، متوقعاً حدوث عمليات قادمة، وأن القوات المسلحة ماضية قدماً في عملياتها العسكرية، ولديها خطط عسكرية واستراتيجية للرد على أي تصعيد سعودي أو إماراتي قادم على اليمن”.
وكان الإعلام الحربي التابع للقوات المسلحة اليمنية، نشر امس الاحد، مشاهد نوعية توثق جانبًا من المعركة الميدانية وخسائر قوى التحالف السعودي في مدينة حرض.
وأظهرت المشاهد صدّ الجيش واللجان الشعبية لزحف واسع لقوى التحالف على محور حرض بمحافظة حجة، والقيام بعملية معاكسة لاستعادة مواقع واسعة.
كما بيّنت مشاهد الإعلام الحربي تمكن مقاتلي الجيش واللجان الشعبية من التصدي لقوات التحالف وإلحاقه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وبلغت خسائر قوى التحالف السعودي منذ التصعيد الأخير أكثر من 580 قتيل وجريح، بينهم أكثر من 200 قتيل، منهم قتلى وجرحى من قوات الجيش السعودي والمسلحين السودانيين.
هذا وتم تدمير وإحراق وإعطاب أكثر من 40 آلية ومدرعة عسكرية بينها عربة اتصالات وكاسحة ألغام، وتدمير راجمة صواريخ وإحراق أكثر من 60 صاروخ كاتيوشا، وإسقاط طائرة تجسسية مقاتلة نوع CH4 صينية الصنع، وطائرة تجسسية صغيرة، وإعطاب وتدمير 7 مدافع وعيارات ثقيلة ومتوسطة.