إيماناً بالأهمية التاريخية للمواقع الأثرية في قطاع غزة، وللمحافظة على التراث الثقافي الفلسطيني والعمق الوطني للهوية، اطلق فريق معماري متخصص من مركز إيوان بالجامعة الإسلامية وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وبلدية عبسان الكبيرة، وبتمويل من المؤسسة الهولندية صندوق الأمير كلاوس، مشروع ترميم أرضية فسيفساء الكنيسة البيزنطية الموجودة فيها.
وقال المدير الفني لترميم الفسيفساء أيمن حسونة، إن أكبر التحديات التي واجهتهم في ترميم هذه الفسيفساء، أنها معلقة في الهواء من أطرافها الخارجية الأربعة، ومعرضة للتدمير والإهمال لسنوات طويلة، مضيفاً أنهم جاؤوا لإنقاذ ما تبقى منها في الموقع الأثري وترميمها للحفاظ عليها.
وأكد حسونة أن مشروع ترميم الفسيفساء يحتاج عدة متطلبات من أهمها عمل جدار حماية لحماية الفسيفساء من خطر الاندثار، بالإضافة للتعرف على نوعية مادة البناء والتي كانت من الطوب اللبني، وسمك الجدران والأساسات الأصلية التي بنيت منها.
وبين أن الفريق الهندسي صمم قالباً من القوالب الطينية لإعادة بناء الجدران وذلك لحماية الأطراف الخارجية للفسيفساء، لأجل استكمال الشكل المعماري للمبنى، إلى جانب البدء بترميم الفسيفساء نفسها، فيما سينتهي المشروع مع نهاية شهر يناير المقبل 2022م.
واشار حسونة إلى أن الفريق عمل على غربلة التربة الموجودة وفرز جميع حبات الفسيفساء وصنفها حسب الألوان الموجودة، لاستخدامها في إعادة البناء مرة أخرى، مؤكداً أن الطواقم التي تعمل في الترميم متخصصة ومحترفة في المجال ولها باعُ طويل في ترميم الآثار.
ويتمنى الفريق الهندسي الانتهاء من عملية ترميم الفسيفساء وما حولها على أكمل وجه، نظراً لأهميتها الثقافية والسياحية، منوهين إلى أن مثل هذه المواقع الأثرية سيصبح مؤهل لزيارة السياح والمثقفين وغيرهم من محبي الأماكن والمواقع الأثرية.
ويعود الموقع في أهميته التاريخية لقديس عاش في الفترة البيزنطية، ما قبل الإسلام وتوفي في بيته، فيما يبدو أن تلامذته عملوا على تبليط البيت بالفسيفساء، وقد وجد نص مكتوب متعلق بتاريخ الموقع الأثري يعود للعام 605 ميلادية.
فيما تدل طريقة رسم الفسيفساء وألوانها بحسب حسونة إلى أنها صممت ونفذت بأيدي طلاب محليين في الفترة البيزنطية، وفي ذات الوقت يقوم الفريق المحلي بترميمه وفق المواصفات والمقاييس العالمية.
