طالبان وواشنطن تتبادلان السجناء

أفاد القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة طالبان، أمير خان متقي، بأنّ الحركة أخلت سبيل مهندس أميركي، مقابل إفراج الولايات المتحدة عن زعيم أفغاني قبلي على علاقة بالحركة.

في السياق، أكّد متقي، في مؤتمر صحافي في العاصمة الأفغانية، أنّهم تبادلوا مارك فريريتشز في مطار كابول، مع حاج بشير نورزاي، الذي ظل محتجزاً في الولايات المتحدة منذ عام 2005.

واعتقلت السلطات الأميركية نورزاي للاشتباه في تهريبه هيروين بقيمة أكثر من 50 مليون دولار إلى الولايات وأوروبا، فيما ينفي محاميه أن يكون موكّله تاجر مخدرات، مطالباً بإسقاط التهم الموجّهة إليه، باعتبار أنّ مسؤولي الحكومة الأميركية خدعوه وجعلوه يعتقد أنهم لن يقبضوا عليه.

وتابع متقي: “إمارة أفغانستان الإسلامية مستعدّة لحلّ المشكلات من خلال التفاوض مع الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة”.

وفريريتشز هو مهندس وجندي قديم في البحرية الأميركية، عمل في أفغانستان لمدّة عشر سنوات في “مشاريع التنمية”، وتم أسره في مطلع شباط 2020.

من بَشَر نورزاي؟
ولد حاجي بشر نورزاي في مديرية ميوند بولاية قندهار جنوبي أفغانستان لعائلة ثرية، وكان والده محمد عيسى نورزاي من وجهاء قبيلة نورزاي، أشهر القبائل البشتونية في الولايات الجنوبية.

وكان بشر نورزاي مقرّبا من مؤسس وزعيم حركة طالبان الملا محمد عمر. ونظرا لثرائه، فقد كان يوفر الدعم المالي للحركة، ومن ذلك تقديم 350 سيارة رباعية الدفع للحركة عند تأسيسها عام 1994.

ويقول مصدر أفغاني إن صيت بشر نورزاي ذاع خلال سنوات قليلة، وقد عمل معه مواطنان أميركيان في إدارة أعماله وتجارته، ولكن شقيقه حميد نورزاي لم يكن يرتاح لوجود الأميركيين إلى جانب شقيقه، وكان يعترض على وجودهما.

وبعد سقوط حكومة حركة طالبان عام 2001، سلم حاجي بشر نورزاي 40 سيارة، و15 شاحنة مليئة بالأسلحة وعدد من صواريخ كروز إلى حاكم ولاية قندهار “كل آغا شيرازي”، والتقى بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول بضباط من المخابرات الأميركية في سبين بولدك قرب الحدود مع باكستان، ونقل إلى مدينة قندهار، حيث تم احتجازه واستجوابه لمدة 6 أيام من قبل الأميركيين قبل أن يفرج عنه.

ولاحقا، استدرجته المخابرات الأميركية إلى الولايات المتحدة حتى يقدم توضيحات على خلفية اتهامه بتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، واعتقل في مدينة نيويورك عام 2005، ووجهت له تهمة تهريب مخدرات بقيمة 50 مليون دولار. وفي عام 2008، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وتم رفض استئنافه مرتين في عام 2013، وقضى في السجن الأميركي 17 سنة، قبل أن يفرج عنه اليوم.

من هو المهندس الأميركي مارك فريريتشز؟
ولد فريريتشز في 13 تموز/يوليو 1962، وعمل في الجيش الأميركي مهندسا مدنيا، وزار أفغانستان منذ 2012 بصفته مدير الدعم اللوجستي، وهو من قدامى المحاربين في البحرية الأميركية.

تقول مصادر أفغانية إن فريريتشز اختطف على أيدي مسلحي طالبان في نيسان/أبريل 2020 في ولاية خوست جنوب شرقي أفغانستان مع مترجم أفغاني، واقتادوه إلى جهة مجهولة، ورغم تعقب المخابرات الأميركية هاتفه الخلوي ومداهمة منطقة قريبة من مكان اختطافه، إلا أنهم لم يعثروا عليه.

وفي العاشر من أيار/مايو 2020، عرض “مكتب التحقيقات الفدرالي” (FBI) مكافأة قدرها مليون دولار مقابل معلومات تساعد في إطلاق سراح فريريتشز أو إنقاذه. وفي اليوم نفسه قالت حركة طالبان إنها أجرت تحقيقا موسعا مع فصائلها ومسلحيها للتأكد من وجود فريريتشز وتبين أنه غير موجود لديها.

ولكن في الأول من نيسان/أبريل 2022 تم نشر فيديو يظهر فيه فريريتشز مناشدا السلطات الأميركية بإطلاق سراحه، وبعد مفاوضات استمرت 6 أشهر تمكن الجانبان الأميركي والأفغاني من عقد صفقة تبادل السجناء بينهما.

ويقول مصدر حكومي أفغاني جاء وفد أميركي في أيار/مايو الماضي إلى أفغانستان للحديث عن الإفراج عن المهندس الأميركي، ولكن الحكومة الأفغانية أنكرت وجوده لديها، ثم اعترفوا به، ولكن بشرط عقد صفقة لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة، وقُدم اسم بشر نورزاي”.
➖➖➖➖➖➖➖
للاشتراك في وكالة يونيوز للأخبار. يمكنكم الضغط على الرابط التالي
https://unewsagency.com
➖➖➖➖➖➖➖

مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
Related articles