شيعت حركةُ الجهاد الإسلامي في فلسطين وجموعٌ غفيرة من الفلسطينيين والسوريين الشهيدَ القائد علي أسود إلى مثواه الأخير في مقبرةِ الشهداءِ في مخيم اليرموك في سوريا.
وأكد المشاركون التمسك بالقضية التي استُشهدَ لأجلها الشهيدُ اسود.
وكان جثمانُ الشهيد قد وصلَ إلى جامعِ الماجد في مخيم اليرموك بدمشق حيثُ صُلي على جثمانة قبلَ أن يُحملَ على اكفِّ رفاقِه فلسطينيين وسورييين ويوارى الثرى في مقبرةِ الشهداءِ في المخيم.
وشارك العشراتُ في تشييعِ الشهيد حاملينَ راياتِ فلسطينَ والجهادِ الإسلامي وسطَ هتافاتٍ مناصرةٍ لفلسطينَ والقضيةِ الفلسطينية.
واغتال مجهولون أمسِ المهندسَ الأسود أحدَ قادةِ سرايا القدس في سوريا.
ونشرت صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم الاثنين، تفاصيل اغتيال المهندس علي الأسود، فقالت إن الشهيد غادر منزله في ضاحية قدسيا قرب دمشق قرابة الساعة الثامنة صباحا وبينما كان يستعدّ لركوب سيارته، انهمر رصاص كثيف باتّجاهه، حيث أفرغ مجهولان أكثر من ثلاثين طلقة من رشاشات خفيفة، أصابت أكثر من عشر منها الأسود بإصابات قاتلة.
وعند قدوم سيّارات الإسعاف والأجهزة الأمنية، كان المقاوم قد فارق الحياة. وبعد نقله إلى أحد مستشفيات العاصمة السورية لتشريح الجثة، تمّ إخراج عدد غير قليل من الرصاصات من جسده، ليتبيّن أنها من أسلحة متوسّطة، يبدو أنها غربية مخصّصة للاغتيالات. وأظهر تقرير الطبّ الشرعي أن كمّية كبيرة من الرصاصات أصابت جسده، لكن اللافت أنه تعرّض للطعن بسكين حادّ بعد وقوعه أرضاً.
عمليات الطعن حصلت وفقا لبيان الطبيب الشرعي بعدما فارق الأسود الحياة، في ما ينمّ عن رغبة العدو في إضفاء طابع متوحّش على العملية. كذلك، أظهرت التحقيقات أن الرصاصات كانت من حجم كبير، ومعدّة أصلاً لضرب أهداف مدرّعة، ما يعني أن القوة المهاجمة أخذت في الاعتبار أن يكون المقاوم الأسود مرتدياً واقياً للرصاص، أو أن العملية كانت لتقع ربّما عند ركوبه سيارته، ما يعني احتمال أن تكون سيارته مصفّحة.
وأشارت صحيفة الأخبار نقلاً عن إفادات لشهود عيان إلى أن سيارة «فان» شوهدت تغادر المنطقة سريعاً بعد دقائق من حصول العملية، ويَجري البحث عنها. كما ظهرت بعض المؤشّرات إلى أن عملية المراقبة المباشرة قد أخذت وقتاً غير قصير، فيما يتمّ التكتّم على تفاصيل كثيرة حول التحقيقات الجارية في سوريا.
وبينما سارعت وسائل إعلام العدو إلى نشر الخبر نقلاً عن مصادر خارج الكيان، قال رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، في افتتاح جلسة الحكومة: «تعمل قواتنا على مدار الساعة لإحباط البنى التحتية للإرهاب، قتلنا عشرات المسلّحين الشهر الماضي، واعتقلنا عدداً آخر. أكرّر: كلّ الذين يحاولون إيذاء الإسرائيليين دمهم مهدور، سنصل إلى المطلوبين في كلّ مكان». وأضاف: «نحن نصل إلى الإرهابيين والمهندسين في كلّ مكان وأينما كانوا».
وبدا موقف نتنياهو هذا، بمثابة إشارة انطلاق للخبراء والإعلاميين للربط بين عملية الاغتيال وبين عملية مجدو، إذ وافق رئيس «شعبة العمليات السابق»، اللواء يسرائيل زيف، على الربط بينهما، مبرّراً ذلك في مقابلة مع «إذاعة الجيش»، بأن «حركة الجهاد لا تلتزم بقواعد اللعبة القائمة مع إسرائيل»، في إشارة إلى كون عملية مجدو بدت خارج القواعد المألوفة، وبما يستبطن إقراراً بعنصر المفاجأة التكتيكية وبأبعادها الاستراتيجية