تُبيّن نتائج الانتخابات النيابية، للعام 2022، أنّ قانون النسبي مع الصوت التفضيلي، لم يحقق الهدف المرجو منه، بتأمين صحة التمثيل الشعبي وعدالته، ذلك بسبب تقسيم الدوائر الانتخابية، التي تُظهر فرقاً شاسعاً في الاصوات (الحاصل الانتخابي) التي يجب أن يحصل عليها المرشح بين دائرة واخرى، للفوز بمقعد نيابي.
وفي اطلالة على نتائج عملية الاقتراع، فقد نال نواب “الثنائي الوطني”، البالغ عددهم 27 نائبا بحسب توزيع المقاعد في البرلمان، ما يعادل 555000 صوتاً، بما يساوي 33.23% من مجمل أصوات المقترعين البالغ عددهم 1.669.960 صوتاً.
وبمعنى آخر، فقد نال 27 نائبا يشكلون 1/5 من عديد النواب الـ128، ثلث أصوات المقترعين الاجمالي، وعليه يكون المعدل الوسطي لفوز النائب الشيعي يساوي 20.370 صوتا.
بالمقابل، فاز باقي نواب المجلس البالغ عددهم 101، بمعدل وسطي في دوائر طائفية أخرى بـ11.039 صوتا، بينما المعدل الوسطي الطبيعي للنائب هو 13.047 صوتا.
ومن المفارقات، فإنّ النتائج تظهر فوز 5 نواب في البرلمان الحالي بأقل من 1000 صوت، ومجموع ما حصلوا عليه حوالي 3000 صوت، بسبب التوزيع الطائفي للمقاعد، حيث تستفيد اللائحة التي تؤمن الحاصل الانتخابي، وتحصل على الكسر الاعلى، من الفوز بأحد المقاعد المتبقية، بعدما تكون باقي اللوائح قد أمّنت مقاعدها، التي حصلت عليها، للمرشحين على باقي المقاعد الطائفية.
وبالتالي، فإنّ هذا القانون يعدّ مجحفا ومشوهاً، لجهة صحة التمثيل، ففي مقارنة لدائرة الجنوب الثانية التي تضم 7 مقاعد، بلغ عدد المقترعين فيها 167.557 ناخبا، بنسبة اقتراع قاربت 50%، نال الرئيس نبيه بري 42.091 صوتا تفضيليا، وفي دائرة الجنوب الثالثة التي تضم 11 مقعدا، بلغ عدد المقترعين فيها 236.610 ناخبا، نال النائب محمد رعد 48543 صوتا تفضيليا، بينما في دائرة بيروت الاولى التي تضم 8 مقاعد، وبلغ عدد المقترعين فيها 134.825ناخبا، بمعدل اقتراع 31% ، فاز النائب نديم الجميل بـ 4096 صوتا.
وعليه، في دائرة الجنوب الثالثة، فإنه لكل حوالي 53 الف مواطن مقعد نيابي واحد، بينما في دائرة بيروت الاولى لكل 16 الف مواطن، ممثل في البرلمان اللبناني.
إنّ هذه الأرقام تستدعي من أعضاء مجلس النوّاب الجديد، العمل على اقرار قانون يؤمن صحة التمثيل وعدالته، بين جميع المواطنين، ينطلق من تقسيم الدوائر الانتخابية بشكل متوازن بين جميع المناطق، بما يعكس حقيقة التمثيل الشعبي.
