أكدت وزيرة الثقافة السورية الدكتورة لبانة مشوح أن إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” القدود الحلبية على لائحة التراث الإنساني، يؤكد أن العالم يعترف أننا بناة حضارة، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز يفتح نوافذ جديدة يتم العمل على توسيع دائرتها.
وقالت مشوح خلال مؤتمر صحفي اليوم إن الامانة السورية للتنمية بالتعاون مع وزارة الثقافة بذلت جهوداً كبيرة داخلياً وخارجياً في إعداد ملف القدود الحلبية وفق منهجية دقيقة مبنية على دراسات معمقة شارك فيها باحثون ومتطوعون وفنانون والكل مدفوع بشغف تراثنا اللامادي وبشعور عال بمسؤولية حمايته وصونه، موضحة أن الهدف حالياً هو استثمار هذا الملف بالشكل الأمثل في بناء مستقبل أفضل لسوريا.
وأوضحت مشوح أنه بعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية واليوم بعد تحرير الجزء الأكبر من أراضينا نحن محاصرون اقتصادياً ونفسياً ومقدراتنا مصادرة في أغلبها والهدف الأساسي من كل ذلك تدمير الهوية السورية والإرادة والقدرة على الصمود والعطاء في مجتمعنا مشيرة إلى أن هذا الحصار لا يستهدف السوريين في هويتهم الثقافية فقط بل في لقمة عيشهم.
ولفتت وزيرة الثقافة إلى أن إدراج القدود الحلبية على لائحة التراث الإنساني يشكل خرقاً على الصعيد الدولي ويؤكد أن العالم يعترف أننا بناة حضارة وأننا بنينا ثقافتنا عبر العصور وورثناها عبر الأجيال وأغنيناها بقدرات شبابنا وكفاءاتهم وأفكارهم البناءة.. هذه الثقافة معترف بها عالميا لدرجة أن عناصرها وهذا ليس العنصر الأول الذي يسجل على لائحة التراث الإنساني أصبحت عنصراً ثقافياً لا مادياً إنسانياً وهذا يعني الكثير.
وبينت مشوح أن هذا الإنجاز يعزز نفسيا الشعور بالأمل والقدرة على مواصلة الصمود بمواجهة ما تتعرض له سورية ورغم الحصار كان فنانونا ومثقفونا طوال السنوات الماضية يحاربون في نتاجهم الإبداعي لافتة إلى أن سورية بهذا الإنجاز تخرق الحصار وهناك مؤشرات عديدة تثبت ان نوافذ بدأت تفتح وبجهودنا ودعم الأصدقاء والأشقاء سنوسع دائرتها.
وأشارت مشوح إلى الأهمية الكبيرة لهذا الإنجاز على الصعيد الاقتصادي موضحة أنه عندما يكون لدينا عنصر ثقافي سواء أكان مادياً أو لا مادياً مسجلاً على لائحة التراث الإنساني أو العالمي فإن هذا العنصر يصبح عامل جذب للآخر وترويج للثقافة عموماً وهذا يعني اننا بذلك نستطيع أن نتربع على خارطة العالم الثقافية وإذا ما فعلنا سننتقل إلى خارطة العالم السياحية وكل هذا يتيح رافعاً من روافع الاقتصاد الوطني فالفائدة كبيرة على كل الصعد.
وأوضحت وزيرة الثقافة أن إدراج اليونسكو القدود الحلبية على لائحة التراث الإنساني يرتب على سورية تقديم تقرير مفصل كل ست سنوات عن الإجراءات المتخذة للحفاظ على عنصر التراث اللامادي ونشره وفي حال تم التقصير في ذلك يوضع على قائمة أخرى هي قائمة التراث الإنساني المهدد بالخطر لافتة إلى وجود انشطة وفعاليات وإجراءات للحفاظ على هذا العنصر بالتعاون مع كل الجهات ومنها المجتمعات المحلية.
وقالت مشوح: نحن نواجه اليوم حربا تستهدف شخصيتنا الوطنية وهويتنا وأفكارنا والمبادئ التي نشأنا عليها.. هم أرادوا أن يمحوا ذاكرتنا ويستبدلوا بها ذاكرة هدامة لا تمت لحضارتنا وثقافتنا بصلة واليوم مع إدراج القدود نؤكد أننا ممثلون بأصالتنا وأننا حافظنا على هذه العناصر التي ورثناها من أجدادنا وسنحافظ عليها ليس لأبنائنا فقط بل للإنسانية قاطبة فنحن من صدر للعالم أجمع النوتة الموسيقية والوردة الدمشقية وبذرة القمح الأولى والمحراث كما صدرنا لهم الفن التشكيلي المتمثل بأول قطعة من المنحوتة المصنوعة والتي تمثل آلهة الخصوبة ويعود تاريخها إلى ثمانية آلاف عام قبل الميلاد.
من جهته قال عضو مجلس أمناء الأمانة السورية للتنمية فارس كلاس إن الحرب على الهوية السورية دفعتنا للقيام بخطوات لحمايتها بجمع وتوثيق التراث اللامادي وتوثيق الأضرار التي تعرض لها المجتمع والمواقع الأثرية للحفاظ على تاريخنا وحضارتنا ونقلها للأجيال القادمة ولتحقيق انتصار في الحرب يضاف للانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري.