محملة بمازوت إيراني.. اللبنانيون يستقبلون أولى قوافل كسر الحصار الأمريكي بالورود والزغاريد

دخلت عشرات الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني من طهران صباح اليوم الخميس الى لبنان، آتية من سوريا المجاورة، على وقع استقبالات شعبية عفوية تحتفي بكسر الحصار الأمريكي.

وفي إطار مساعيه للتخفيف من أزمة محروقات حادة يشهدها لبنان مع تصاعد الاحتكار وتراجع قدرته على الاستيراد، على وقع انهيار اقتصادي متسارع، أعلن حزب الله الشهر الماضي أن باخرة أولى محملة بالمازوت ستبحر من إيران. وقال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله يوم الإثنين الماضي إنها أفرغت حمولتها في مرفأ بانياس في غرب سوريا.

قافلة صهاريج المازوت الإيراني تصل بلدة العين البقاعية

وبدأت عشرات الصهاريج ذات اللوحات السورية تدخل صباحاً على مراحل منطقة الهرمل. وعلى طول الطريق باتجاه مدينة بعلبك.

وبشكل عفوي، تجمع مئات المواطنين ابتهاجاً على طول الطريق، وأظهرت مشاهد إطلاق النساء الزغاريد ونثرهن الأرز والورود على الصهاريج التي أطلق سائقوها العنان لأبواقها.

ورصدت يونيوز الاحتفالات الشعبية والاستقبالات التي شهدتها المدن البقاعية حين وصول قوافل الصهاريج، وقد رفع المشاركون في الاحتفالات صور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وأعلام لبنان وحزب الله مرددين شعارات مؤيدة للمقاومة.

وتحمل القافلة ملايين الليترات من مادة المازوت، على أن تفرغ حمولتها في مخازن محطات الأمانة في مدينة بعلبك، المدرجة منذ العام 2020 على قائمة العقوبات الأميركية، قبل أن يتم توزيعها لاحقا وفق لائحة أولويات إنسانية حددها حزب الله.

وأوضح السيد نصرالله الإثنين أن حزب الله اتخذ قرار وصول البواخر الإيرانية الى مرفأ بانياس للحؤول دون إحراج الدولة اللبنانية وتعرضها لعقوبات، وكشف عن أن باخرة مازوت ثانية ستنطلق خلال أيام قليلة، بينما بدأت باخرة ثالثة الإثنين تحميل البنزين وتمّ الاتفاق على إعداد باخرة رابعة تحمل المازوت.

وجاءت خطوة حزب الله على وقع أزمة شح المحروقات التي تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية، في خضم انهيار اقتصادي مستمر منذ عامين وصنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850.

وخلال الأشهر الماضية، تراجعت تدريجاً قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية لكل المناطق، ما أدى الى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما يهدد حياة المرضى في المستشفيات، ويشل المؤسسات الانتاجية، ويجبر اللبنانيين جميعا على قضاء معظم ساعات النهار في العتمة.

ويأتي وصول الصهاريج قبل ساعات من اجتماع تعقده الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي وعلى جدول أعمالها نقاش البيان الوزاري، الذي يضم الخطوط العريضة لعملها في المرحلة المقبلة وإقراره، قبل التوجه الأسبوع المقبل الى البرلمان لنيل ثقته، وسط حديث متزايد عن رفع الدعم عن الوقود.

هذا ويُنقل المازوت إلى داخل الأراضي اللبنانية عبر الصهاريج إلى خزانات ومستودعات تابعة لشركة الأمانة للمحروقات. ليتم بعد ذلك نقل المازوت وتوزيعه على المؤسسات والجهات الراغبة بالحصول على المازوت، والتي عليها التواصل مع الشركة والتقدم بطلب الحصول على حصة تكفي حاجتها الاستهلاكية.

ووفق ما يؤكد مدير شركة الأمانة للمحروقات، أسامة عليق، فعملية توزيع المازوت الإيراني ستكون محصورة حالياً ضمن الفئات التي حددها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير. بمعنى أن المازوت سيقدم كهبات مجانية إلى المستشفيات الحكومية، دور العجزة والمسنين، دور الأيتام، مؤسسات المياه الرسمية في المحافظات، البلديات التي تتولى استخراج وضخ مياه الشفة من الآبار ضمن نطاقها، أفواج الإطفاء في الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني. كما سيتم بيع المازوت بأسعار تقل عن الأسعار المعتمدة رسمياً، لعدة فئات بينها المستشفيات الخاصة، المراكز الصحية الخاصة، معامل الأدوية والأمصال، المطاحن، الأفران، السوبرماركت والتعاونيات الاستهلاكية التي تبيع المواد الغذائية، معامل الصناعات الغذائية، المؤسسات والشركات التي تتولى توليد وتأمين الكهرباء للمواطنين مقابل تقاضي الاشتراكات.

وبمثل وصول الشحنات، رغم العقوبات الأمريكية على سوريا وإيران، والقيود الأمريكية المفروضة على مساعدة لبنان، كسرا تاريخيا لهذه العقوبات والقيود، يحرج واشنطن التي بدت غير قادرة على مواجهة خطوة حزب الله بجلب الوقود من إيران، فيما يعاني السوق اللبناني منذ ستة أشهر على الأقل أزمة وقود حادة، حيث تندر السعلة الاستهلاكية وتباع بأسعار باهظة في السوق السوداء.

مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
Related articles