حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، من أنّ عدد الأطفال الصغار في الصومال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات، سيعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، نتيجة ضعف التمويل للاحتياجات الانسانية، في بلد تتهدده المجاعة خلال الاسابيع القليلة القادمة.
وأفادت المنظمة بارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، من 386 الف طفل إلى 513 الف، أي بزيادة قدرها 33 في المائة، ما يعني أن 127,000 طفل إضافي معرّضون لخطر الوفاة.
وخلال نداء عاجل للحصول على تمويل فوري لمساعدة المجتمعات الضعيفة المتضررة في الصومال من موجات الجفاف المتتالية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والصراع، حذّرت منظمة اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، من عدم وجود بوادر على تراجع حالة الطوارئ في البلاد.
وفي تصريح له من مقر الأمم المتحدة في جنيف، أكّد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، جيمس إلدر، أنّ الاطفال يموتون بالفعل بسبب سوء التغذية، وقال:” يفيد شركاؤنا بأن بعض مراكز الاستقرار ممتلئة، وبالتالي يتعيّن على الأطفال المصابين بأمراض خطيرة أن يتلقوا العلاج على الأرضية.”
وأوضح إلدر أنّ أكثر من نصف مليون طفل يواجهون موتا يمكن الوقاية منه، ووصف هذا الرقم بأنّه “كابوس قريب الحدوث لم نشهده في هذا القرن.”
وتشير احصاءات منظمة اليونيسيف، عن ارتفاع تفشّي الأمراض بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو، مع ما لا يقل عن 8,400 حالة إسهال مائي حاد/كوليرا مشتبه بها، وحوالي 13 الف حالة حصبة مشتبه بها، وأنّ 78 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة.
ودعت اليونيسف إلى إحداث تغيير جذري لوقف حدوث مجاعة مرة أخرى، مع ضمان التزام الجهات المانحة بتمويل طويل الأجل لمساعدة الأسر على بناء المرونة في مواجهة آثار أزمة المناخ هذه. وتم تمويل نداء اليونيسف لمدة ثلاث سنوات لمساعدة الأسر والمجتمعات على بناء المرونة في منطقة القرن الأفريقي حاليا بنسبة 3 في المائة فقط.
من جانبه، لفت المدير القطري وممثل برنامج الأغذية العالمي في الصومال، الخضر دلوم، الى وجود 15 منطقة مصنفة على أنها مناطق يصعب الوصول إليها في الصومال، مشيراً الى أنّ البرنامج يعمل مع اليونيسف على توسيع نطاق التغذية والمجالات ذات الأولوية.
بدورها، أشارت منظمة الأغذية العالمية “الفاو” إلى أنه بدون تحرّك، فإن المجاعة ستحدث خلال الأسابيع القليلة القادمة، ورجّحت المنظمة أن يعاني ما يقرب من 6.7 مليون شخص في جميع أنحاء الصومال من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحادّ بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر من هذا العام، بينهم 300 الف شخص سيعانون من المجاعة
ومع اقتراب احتجاب الأمطار للموسم الخامس على التوالي، يحتاج العاملون في المجال الإنساني إلى موارد أكبر لمساعدة المجتمعات المحتاجة على البقاء على قيد الحياة وإعادة البناء وتعزيز القدرة على الصمود، حيث تواجه المجتمعات الريفية في الصومال عواقب وخيمة لحالة طوارئ مناخية في الوقت الذي تكافح فيه عقودا من عدم الاستقرار والأمراض والأزمات الاقتصادية.
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أنه بدون زيادة سريعة في المساعدة، يتوقع تحليل الأمن الغذائي والتغذية في الصومال، أن تصبح المجاعة حقيقة واقعة في أجزاء من البلاد بحلول تشرين الأول/أكتوبر، داعية الى اهتمام العالم وتضامنه ودعمه بشكل عاجل، لانقاذ حياة أكثر من سبعة ملايين شخص يواجهون سوء التغذية الحاد في البلاد.
ولا تزال المنظمة الدولية للهجرة بحاجة إلى أكثر من 50 مليون دولار أميركي لتحقيق الهدف المتمثل في الوصول إلى 2.5 مليون شخص متضرر من الجفاف بحلول نهاية عام 2023. كما تحتاج منظمة الفاو في الصومال بشكل عاجل إلى أكثر من 270 مليون دولار أمريكي لمساعدة 1.8 مليون شخص في 52 مقاطعة، من خلال توفير الدعم الفوري المنقذ للحياة وحماية سبل العيش. ومع ذلك ، لا تزال مستويات التمويل منخفض ، عند حوالي 22 في المائة.
وتتوقع الأمم المتحدة، أن تتعرّض منطقتي بيدوة وبورهكبا للمجاعة في جنوب الصومال، حيث جددت دعوتها الى الاستجابة للخطة الانسانية، عبر تأمين 1.46 مليار دولار، لانقاذ حياة أكثر من سبعة ملايين صومالي، يمثلون نصف سكان البلاد، بينهم 1.5 مليون طفل دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية، في هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي.
➖➖➖➖➖➖➖
للاشتراك في وكالة يونيوز للأخبار. يمكنكم الضغط على الرابط التالي
https://unewsagency.com
➖➖➖➖➖➖➖