زار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أربيل اليوم الإثنين، على رأس وفد أمني، بعد يوم من استهداف الحرس الثوري الايراني مقرًا للموساد الاسرائيلي في المدينة.
ووجه الكاظمي بتشكيل لجنة من مستشارية الأمن القومي وعدد من القيادات الأمنية، لتقديم تقرير عن تداعيات القصف، معتبرا أنه “تخطى حدود القوانين والأعراف الدولية”.
والتقى رئيس الوزراء كلاً من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، كما تفقّد الموقع الذي طاله القصف الصاروخي.
الإستهداف الايراني الذي انقسمت المواقف العراقية بشكل عامودي، أدانته الرئاسات الثلاث وزعيم التيار الصدري، في حين باركته العديد من فصائل المقاومة والقوى السياسية العراقية.
وطالب الصدر الحكومة بتقديم احتجاج رسمي إلى الأمم المتحدة والسفير الإيراني “مع أخذ ضمانات بعدم تكرارها مستقبلا”، كما دعا إلى التحقيق بوجود مواقع إسرائيلية في الإقليم بدلا من “اتخاذها حجة لزعزعة أمن العراق”.
بدوره، بارك الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي القصف الإيراني على بعض مقار الموساد التي وصفها بأنها تدنس أرض العراق الطاهرة.
كتائب حزب الله، كان لها بيان اعتبرت فيه هذه العملية، أنها تُنبِئُ بمرحلة صراعٍ من نوع آخر على أرض العراق، بما يوحي أنه سيتبع هذه العملية سلسلة عمليات سيكون لها طابع أمني عسكري، مجددين الدعوة لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في العراق.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، سعيد خطيب زاده، اليوم الاثنين، إن طهران حذرت السلطات العراقية مرات عدة من أنه لا ينبغي استخدام أراضيها من قبل أطراف ثالثة لشن هجمات ضد إيران.
أضاف خطيب زاده، “تقع على عاتق الحكومة المركزية في العراق مسؤولية ضمان عدم استخدام أراضيها كقاعدة لشن هجمات من قبل أطراف ثالثة ضد إيران”. وتابع قائلا، “عدة مرات في الماضي، تم استخدام أراضي العراق ضد إيران من قبل أطراف ثالثة بما في ذلك الجماعات الإرهابية مثل المسلحين الأكراد والولايات المتحدة والكيان الصهيوني”.
وكان الحرس الثوري أعلن عن قصف مركز للتجسس الصهيوني في اربيل بصواريخ دقيقة. وأوضح الحرس في بيان أنّ هذا الاستهداف جاء بعد الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني والإعلان السابق عن أن جرائم وشرور هذا النظام المشؤوم لن تمر دون رد.
مصادر مطلعة أكدت مقتل 4 ضباط إسرائيليين بينهم امرأة، إضافة إلى 7 جرحى بينهم 4 في حال خطرة. وأضافت أنّ “هذا المقر ذاته كان مسؤولاً عن عملية استخبارية وعدوانية ضد إيران في الآونة الأخيرة”.
واشنطن دانت عبر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان “الهجوم الصاروخي الإيراني على إقليم كردستان العراق”، مؤكدة أنه لم يتم استهداف أي منشآت أميركية، ولم يصب أي أميركي بأذى”.
ووعد سوليفان بأن “واشنطن ستفعل كل ما يلزم للدفاع عن مصالحها”، مضيفا أن “إدارة بايدن تتشاور مع السلطات العراقية والكردية لمساعدتها على تعزيز قدراتها الدفاعية الصاروخية”