سيف القدس في ذكراها الاولى … معركة مفتوحة وممتدة على أرض فلسطين حتى التحرير

أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بمناسبة حلول الذكرى الأولى لمعركة “سيف القدس” ضد الاحتلال الاسرائيلي، أنها لا تزال تشرع سيف القدس جنبًا إلى جنب مع مقاومة الشعب الفلسطيني في كل بقاع الأرض المحتلة نصرةً للقدس والمسجد الأقصى المبارك.

وشدّدت كتائب القسام في هذه المناسبة على أن سلسلة ردودها على العدوان لن تتوقف، وأنها “فرضت معادلات جديدة على العدو مفادها بأن المعركة ليست مرهونة بحدث؛ بل هي مفتوحة وممتدة زمانيًّا ومكانيًّا على أرض فلسطين حتى التحرير”.

وأشارت إلى أن “سيف القدس” شكّلت نقلة نوعية في الصراع مع العدو الصهيوني، أثبتت خلالها كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية فشل نظرية الردع الصهيونية، وأظهرت إمكانيات وقدرات عالية لدى المقاومة”.

وأضافت أنها “نجحت في تهشيم صورة كيان العدو وجيشه، بعد أن مرغت أنفه في التراب، لتكتب صفحات جديدة في تاريخ العز والمجد وترسم طريقاً جديداً نحو التحرير”.

فيديو نشرته “كتائب القسام” عن يوميات معركة “سيف القدس”

من جانبها، أكّدت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أنّ “سيف القدس ما زال مشرعاً ولن يغمد إلا برحيل الاحتلال”.

وقالت الفصائل في بيان إن “معركة سيف القدس رسخت قواعد اشتباك جديدة بأن القصف بالقصف والدم بالدم”، كما “رسخت بأن كل إمكانات المقاومة مسخرة للدفاع عن القدس والأقصى”.

وشددت على أنّ “معركة سيف القدس نجحت في فرض إرادة الشعب الفلسطيني ووحدت كل ساحات الوطن”، مؤكّدةً أنّ “المقاومة ستبقى مستمرة بشتى الأشكال ولن تتوقف، فهي اليوم أشد قوة وأقوى شكيمة وأكثر وحدة وصلابة”.

وأضافت أنّ “تهديدات الاحتلال لن ترهبنا ولن توقف مسيرة المقاومة والدفاع عن المقدسات”، محذّرةً من أنّ “ارتكاب الاحتلال أي حماقة بحق قادة المقاومة أو المقدسات سيفتح عليه أبواب جهنم”.

ولفتت فصائل المقاومة الى أنه “على الاحتلال أن يعلم أن ردنا على أي حماقة يرتكبها بحق أي من قادة سيكون مزلزلاً وستتعدى ارتداداته حدود فلسطين”، مطئنةً الشعب الفلسطيني إلى أنّها “ستبقى في حالة انعقاد دائم وجهوزية تامة للرد على أي عدوان أو عملية اغتيال جبانة”.

وحذّرت الاحتلال في السياق من “مغبة ارتكاب أي حماقة من خلال مناورته التي سماها شهر الحرب”.

وأشارت الفصائل في ختام بيناها إلى أنّ “إعادة اعتقال الاحتلال بطلي عملية إلعاد لن يغسل العار الذي لحق بمنظومته الأمنية أو يرمم صورة جيشه المهزوم والمأزوم”.

بدورها، أكّدت حركة “حماس”، اليوم الثلاثاء، أنّ “معركة سيف القدس مثّلت هزيمةً نكراء للاحتلال وجيشه، وأظهرت حالة الهشاشة في الجبهة الداخلية للكيان”.

وفي الذكرى السنوية الأولى لمعركة “سيف القدس”، شددت حماس على أنّ “المقاومة نجحت في الدفاع عن القدس والأقصى، ورسخت معادلات جديدة ستغير من وجه الصراع مع الاحتلال”.

الى ذلك، وصفت لجان المقاومة في فلسطين معركة “سيف القدس” بـ “المحطة الملهمة” التي “أضائت طريق الحرية والنصر والعودة لكل فلسطين من نهرها إلى بحرها”.

وقال مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة محمد البريم “أبو مجاهد”: “معركة سيف القدس الخالدة وما بعدها من عمليات بطولية ما هي إلاّ صفحة مضيئة من تاريخ العزة والكرامة لشعبنا وأمتنا”، مؤكّداً أنّ هذه المعركة “سيبقى صداها يتردد شاهداً على الإرادة التي لا تلين والعزيمة التي لا تنكسر لشعبنا ومقاومته الباسلة”.

وأضاف: “معركة سيف القدس حققت انتصارات نوعية وكبيرة، ولا زلنا نعيش ظلالها ومصممون على مواصلتها حتى تطهير قدسنا ومقدساتنا واستعادة حقنا المغتصب”، كما أنّها “فرضت معادلات وقواعد اشتباك جديدة على العدو الصهيوني وبات يحسب لها ألف حساب”.

وتابع أنّ “معركة سيف القدس أثبتت وحدة شعبنا وهويته في ميادين المواجهة والاشتباك في كافة أماكن تواجده”.

من جهتها، أوضحت حركة الأحرار أن هذه “المعركة التي بدأتها المقاومة جاءت في توقيت حساس كان لابد أن يضع حداً لاستمرار عربدة الاحتلال وعدوانه على أهلنا في القدس وحي الشيخ جراح”.

وأشارت الحركة إلى أنّ “سيف القدس” “وحدت الشعب الفلسطيني ورسخت قواعد اشتباك جديدة مع الاحتلال، وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد بعدما سعى الكثير من المنافقين والمطبعين مع الاحتلال لجعلها هامشية بل وتآمر عليها البعض خدمة للاحتلال”.

وأكّدت أنّ “سيف القدس سيبقى مشرعاً ولن يُغمد، وستبقى المعادلات التي فرضتها المقاومة ثابتة وحاضرة ولن تتخلى عنها، فالقدس والأقصى خط أحمر دونهما المهج والأرواح وشعبنا لن يسمح بالاعتداء عليهما مهما كلف ذلك من ثمن”.

يذكر أنّ معركة “سيف القدس” خاضتها المقاومة الفلسطينية لمدة 11 يوما في الفترة ما بين 10 و21 مايو/ أيار 2021، وافتتحتها كتائب القسام بضربة صاروخية على مدينة القدس المحتلة، ردا على جرائم الاحتلال المتواصلة في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح المقدسي ومحاولات طرد سكانه الفلسطينيين منه.

ومع تصاعد اعتداءات الاحتلال على القدس والأقصى، ومحاولته الاستيلاء على منازل المواطنين في حي الشيخ جراح، وتهجير سكانها منها قسرًا أواخر أبريل/نيسان عام 2021، كان لزامًا على المقاومة أن تضع حدًا لهذه الاعتداءات، وتدافع عن القدس والأقصى.

وسبق اندلاع معركة “سيف القدس، توجيه قائد هيئة الأركان في كتائب القسام محمد الضيف في الرابع من أيار/مايو 2021، تحذيرًا واضحًا للاحتلال بأنه في حال لم يتوقف العدوان على أهالي الشيخ جراح في الحال، فإن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي، وسيدفع العدو الثمن غاليًا.

وفي اليوم نفسه، منحت قيادة المقاومة الاحتلال مهلة حتى الساعة السادسة مساءً لسحب جنوده ومستوطنيه من المسجد الأقصى والشيخ جراح، والإفراج عن المعتقلين كافة خلال هبة القدس الأخيرة، وإلا فقد أعذر من أنذر. ومع انقضاء مهلة المقاومة، وفي تمام الساعة السادسة مساءً، وجهت كتائب القسام ضربة صاروخية تجاه القدس، ردًّا على جرائم الاحتلال وعدوانه بالقدس والأقصى، وتنكيله بأهالي الشيخ جراح، وأكدت أن رسالة الضربة عليه أن يفهمها جيدًا، و”إن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا”.

ودخلت المقاومة معركة “سيف القدس” دفاعًا عن المدينة المقدسة ونصرة للمقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى.

وفي اليوم التالي 11 أيار/مايو، وجهت كتائب القسام ضربة صاروخية هي الأكبر من نوعها صوب أسدود وعسقلان بـ 137 صاروخًا من العيار الثقيل خلال 5 دقائق، واستهدفت مركبة إسرائيلية شمال القطاع.

وقصفت طائرات الاحتلال عشرات الأبراج السكنية في قطاع غزة، إلا أن كتائب القسام حذرت من أن “تل أبيب” ستكون على موعد مع ضربة صاروخية قاسية تفوق ما تعرضت له “عسقلان” في حال تماديه، ولم تمهل القسام الاحتلال طويلًا، فبعد أقل من ساعتين من استهداف أول برج في غزة، وجهت ضربة صاروخية لـ”تل أبيب” وضواحيها ومطار بن غوريون بـ 130 صاروخًا، تخبط العدو من شدة الضربات الصاروخية للمقاومة، وبات يستهدف الأبراج ومنازل المدنيين والشقق السكنية.

وفرضت المقاومة خلال معركة “سيف القدس” معادلة القصف بالقصف، وربطت أي تلويح أو قصف لبرج مدني في غزة برشقات صاروخية على “تل أبيب وعسقلان وأسدود”، وكلما ارتكب الاحتلال مجازر ضد المدنيين كانت ترد عليه خصوصًا خلال المواجهة، وما إن زاد من قصفه في القطاع، زادت المقاومة من رشقات صواريخها وبقعة الاستهداف في العمق.

وركزت المقاومة في ضرباتها الصاروخية على الأهداف العسكرية، والتي شملت مطارات وقواعد وتجمعات تنطلق منها طائراته في غاراتها على قطاع غزة. وجعلت من المعركة حرب أعصاب، واستخدمت تكتيكها الخاص، فأحدثت هزة في جبهة الكيان الداخلية، ولم تجعل للإسرائيليين سبيلًا للراحة.

وخلال المعركة، قدمت كتائب القسام، ثلة من خيرة قادتها ومهندسيها، وعلى رأسهم باسم عيسى أبو عماد قائد لواء غزة في كتائب القسام، والبروفيسور جمال الزبدة أحد أبرز مهندسي القسام.

وبعد 11 يومًا من العدوان، توصلت المقاومة إلى وقف لإطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي الساعة الثانية قبل فجر الجمعة الموافق 21 مايو، بوساطة عربية.

وأعلنت غزة انتصارها بقوة مقاومتها وبسالة شعبها، بعد أن لقّنت الاحتلال درسًا قاسيًا، ووجهت له ضربة موجعة ستترك آثارها المؤلمة على مستقبله.

صور نشرتها “كتائب القسام” لأسلحة دخلت الخدمة لأول مرة خلال معركة “سيف القدس”

وأجمع محللون سياسيون وعسكريون إسرائيليون على فشل حكومة الاحتلال سياسيًّا وعسكريًّا في المعركة، ووجهوا انتقادات واسعة للجيش في ضوء نتائجها التي كشفت إخفاقات وهشاشة جبهته الداخلية، وقد أسفرت المعركة عن مقتل 14 إسرائيليًّا وإصابة المئات.

واستطاعت المقاومة أن تلحق بالعدو خسائر اقتصادية قدرت قيمتها بـ 7 مليارات شيكل، بالإضافة إلى خسائر عسكرية تجاوزت قيمتها 1.1 مليار شيكل، كما وتم التبليغ عن أكثر من 5300 ضرر من المغتصبين.

مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
Related articles