أكّد مصدر مقرّب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لوسائل إعلام امريكية، أنّ أوكرانيا اضطرت لتغيير بعض خططها العسكرية بعد تسريب وثائق سرية للغاية من البنتاغون، بينما يتسابق المسؤولون الأميركيون لتقييم الأضرار.
وقامت وسائل إعلام امريكية بمراجعة 53 وثيقة مسرّبة، يبدو أنّ جميعها قد تمّ إنتاجه في الفترة ما بين منتصف شباط/فبراير وأوائل آذار/مارس الماضيين.
وكشفت إحدى الوثائق المسرّبة أنّ الولايات المتحدة كانت تتجسس على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فيما وصف مصدر مقرّب من زيلينسكي الأمر بأنه “ليس مفاجئاً”، لكنه أكّد أنّ “المسؤولين الأوكرانيين محبطون للغاية بشأن التسريب”.
وبحسب وسائل الإعلام، فقد أفاد تقرير استخباراتي أميركي بأنّ زيلينسكي، في نهاية شهر شباط/فبراير، “اقترح ضرب أماكن انتشار القوات الروسية في منطقة روستوف باستخدام طائرات مسيّرة، لأنّ أوكرانيا ليس لديها الوقت الكافي والأسلحة المناسبة القادرة على تحقيق مثل هذه الأهداف”.
البنتاغون: تسريب الوثائق الأميركيّة السرّية يشكّل خطرا “جسيما” على الأمن القوميّ
قال مساعد وزير الدفاع للشؤون العامة، كريس ميغر، في تصريح للصحافيين، إنّ الوثائق التي يتمّ تداولها على الإنترنت تشكّل “خطرا جسيما جدّا على الأمن القومي”.
واعتبر البنتاغون، اليوم الإثنين، أنّ عملية التسريب التي يرجّح أنّها حصلت لوثائق أميركية سريّة، تشكّل خطرا “جسيما جدّا” على الأمن القومي للولايات المتّحدة.
والتسريب الذي فتحت وزارة العدل تحقيقا بشأنه، يبدو أنه يتضمّن عمليات تقييم وتقارير استخبارية سرّية لا تقتصر على أوكرانيا فحسب، بل تشمل أيضا روسيا، وتحليلات على قدر كبير من الحساسية لحلفاء للولايات المتحدة.
ولم يشأ ميغر التعليق على ما إذا كانت هذه الوثائق أصلية، مكتفيا بالقول إنّ فريقا من البنتاغون يجري تقييما. ولفت المسؤول الأميركي إلى أنّ بعضا من الصور المتداولة على الإنترنت يُظهر على ما يبدو معلومات حسّاسة.
وقال إنّ هناك “صورا يبدو أنّها تُظهر وثائق مشابهة في الشكل لتلك التي تُستخدم في تقديم تحديثات يومية لكبار قادتنا حول عمليات على صلة بأوكرانيا وروسيا، وأيضا تحديثات استخبارية أخرى”، مشيرا إلى أنّ بعضا منها “يبدو معدّلا”.
جهود أميركية حثيثة لكشف مصدر التسريب
ويبذل مسؤولون أميركيون جهوداً حثيثة لتحديد مصدر تسريب وثائق عسكرية واستخباراتية شديدة السرية انتشرت في شبكة الإنترنت، وتضمّنت تفاصيل يتعلّق بعضها بالدفاعات الجوية الأوكرانية وبجهاز “الموساد” الإسرائيلي.
وقال خبراء أمنيون غربيون ومسؤولون أميركيون إنّهم يشتبهون في أنّ “شخصاً من الولايات المتحدة” قد يكون وراء التسريب.
ومن جهته، قال المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مايكل مولروي إنّ التركيز الآن على أنّ هذا تسريب من الولايات المتحدة، لأنّ “العديد من هذه الوثائق كان بحوزة الولايات المتحدة فقط”.
مسؤولون أميركيون أشاروا إلى أنّ التحقيق في مراحله الأولى، ولا يستبعد القائمون على إدارته احتمال أن تكون “عناصر مؤيّدة لروسيا” وراء التسريب الذي يُنظر إليه على أنّه من “أخطر الخروقات الأمنية منذ تسريبات موقع ويكيليكس عام 2013″، والتي شملت ما يزيد على 700 ألف وثيقة ومقطع فيديو وبرقية دبلوماسية.
واشنطن تُراقب حلفاءها
وعرضت وثيقة أخرى تحمل ختم “سري للغاية”، ومأخوذة من إفادة للاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) بتاريخ الأول من آذار/مارس، أنّ جهاز “الموساد” “دعم الاحتجاجات المناهضة” لخطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإحكام السيطرة على المحكمة العُليا.
وقالت الوثيقة إنّ الولايات المتحدة علمت بذلك من خلال إشارات استخباراتية، ما يشير إلى أنّ واشنطن كانت “تتجسس على أحد أهم حلفائها في الشرق الأوسط”.
كما عرضت وثيقة أخرى تفاصيل متعلقة بمناقشات خاصة دارت بين كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين بشأن الضغط الأميركي على الحليف الآسيوي للمساعدة في إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وسياسة سيؤول القائمة على ألا تفعل ذلك.
وقد تمّ العثور على الوثائق في حسابات في موقع تويتر ومواقع أخرى، وذلك بعد يوم من قول مسؤولين بارزين في إدارة بايدن إنهم يحققون في تسريب محتمل لخطط حرب أوكرانية سرية، بما في ذلك تقييم لقدرات الدفاع الجوي الأوكرانية.
وتحمل الوثائق المسرّبة بتاريخ 23 شباط/فبراير، تصنيف “Secret / NoForn”، مما يعني أنه من المفترض عدم مشاركتها مع دول أجنبية.
وتظهر الوثائق المنشورة كذلك وضعيات الجيش الأوكراني ورسوماً بيانية لتسليم الأسلحة المتوقّع، وقدرات القوات والكتائب وأحجامها، وخططاً أخرى، فيما أقرّ مسؤولو البنتاغون بأنها وثائق شرعية لوزارة الدفاع.
الوثائق المسربة من البنتاغون تكشف لروسيا عن الكثير من المعلومات المهمة
أكدت مصادر أمريكية أنه يمكن للمخابرات الروسية الحصول على الكثير من المعلومات حول حالة قوات كييف ونوايا هيئة الأركان الأوكرانية من التسريب الأخير من البنتاغون.
وأشارت المصادر، إلى أن البيانات السرية تسمح للمحللين الروس بالحصول على صورة أكثر تفصيلا للتخطيط العسكري المستقبلي لقيادة كييف.
وقال ضابط سابق في القوات الخاصة الأمريكية كان يتعامل بشكل روتيني مع مثل هذه المواد للصحيفة إن الوثائق التي شاهدها على وسائل التواصل الاجتماعي تبدو أصلية.
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلا عن ممثل البنتاغون أن وزارة الدفاع الأمريكية تحقق في تسريب وثائق سرية للبنتاغون تصف حالة الجيش الأوكراني وخطط الولايات المتحدة و”الناتو” لدعم قوات كييف.
البيت الأبيض “قلق” من التسريب.. الوثائق ستؤثر في الأمن القومي الأميركي
نقلت صحيفة امريكية عن مسؤولين أميركيين، أنّ وزارة الدفاع الأميركية، “البنتاغون”، تركز اهتمامها على معرفة كيفية تسرّب عشرات الوثائق بالغة السرية.
ووفق الصحيفة، قال المسؤولون: “ندرس كيفية حدوث الاختراق عبر شخص لديه تصريح أمني سري للغاية”، مشيرين إلى أنّ “البيت الأبيض قلق بشأن تداعيات التسريب”.
وقال المسؤولون الأميركيون إنّ “الوثائق المنشورة تشمل أيضاً معلومات استخبارية بشأن مسائل داخلية لعدة دول”، وأنّ بينها “وثائق تشمل معلومات استخبارية عن إسرائيل وبريطانيا وغيرهما”.
وأضاف المسؤولون أنّ الدول التي تأثرت بالتسريب هي دول “حليفة، مثل إسرائيل وكوريا الجنوبية وبريطانيا”، مشيرين إلى أن “من المرجح أن يكون للتسريب تأثير في الأمن القومي للولايات المتحدة”.
وأكدت الصحيفة، وفق المسؤولين الأميركيين، أنّ كشف معلومات شديدة الحساسية “يثير قلق المسؤولين الأمنيين والحلفاء”، وكشفوا أنّ “الوثائق المسربة، عمرها شهران، إلّا أنها قد تؤثر في سير الحرب في أوكرانيا”.
وذكرت الصحيفة أنّ المسؤولين أكدوا أنّ “التسريبات تكشف نقاط الضعف المحتملة في المعركة، وهيكلية القوات الأوكرانية”.
وتحدّث الإعلام الإسرائيلي عن التسريب نفسه، وذكر أنه تضمَّن أيضاً “معلومات عن مساعدات إسرائيلية لأوكرانيا”. وذكر موقع “والاه” الإسرائيلي أنّ التسريب عبر الإنترنت يمكن أن “يتضمن معلومات بشأن مساعدة إسرائيلية لأوكرانيا”.
وكان سفير الاحتلال الإسرائيلي في ألمانيا، رون بروسور، أكّد أنّ “إسرائيل تساعد أوكرانيا، لكن من خلف الكواليس”.
وقال مسؤول في الأمن القومي الأميركي إنّ “هذا ضرر هائل وواضح للولايات المتحدة”، بينما قال مصدر لصحيفة “نيويورك تايمز” إنّ الكشف عن المعلومات هو “كابوس للعيون الخمس”، في إشارةٍ إلى وكالات الاستخبارات الأميركية والأسترالية والنيوزيلندية والكندية، والتي تتعاون وتنقل المعلومات فيما بينها.
وأكدت الصحيفة الأميركية نفسها، نقلاً عن مسؤول كبير سابق في “البنتاغون” قوله، إنّ تسريب الوثائق السرية يمثل “خرقاً كبيراً للأمن”، يمكن أن يُعَوّق التخطيط العسكري الأوكراني. وأضاف أنه “يبدو أنه كان تسريباً متعمّداً أراد الإضرار بجهود أوكرانيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”.
روسيا ترد على الاتهامات بشأن تورطها في تسريب وثائق سرية أمريكية
نفت روسيا، اليوم الاثنين، الاتهامات بأنها ربما تكون متورطة في تسريب وثائق سرية تخص وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
وانتقد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، خلال رده على سؤال من قبل الصحفيين، عما إذا كانت روسيا أو عناصر موالية لها وراء تسريب الوثائق السرية، ما قال إنه “ميل لإلقاء اللوم على روسيا”، واصفا إياه بأنه “مرض شائع”.
وقال إن “إلقاء اللوم على روسيا في كل شيء أصبح الآن مرضا شائعا”، وأضاف أن التسريبات “مثيرة جدا للاهتمام”، وأنه “لا يمكنه استبعاد احتمال تنصت الولايات المتحدة على حلفائها الرئيسيين”.
وتابع: “الحقيقة أن الولايات المتحدة بدأت منذ فترة طويلة مراقبة العديد من رؤساء الدول، وخاصة العواصم الأوروبية، وكُشف عن ذلك مرارا، ما تسبب في مواقف فاضحة، لذلك هذا لا يمكن استبعاده”.
وأكد المسؤولون الأمريكيون صحة بعض الوثائق المسربة، والتي تزعم أيضا أن الولايات المتحدة كانت تتنصت على حلفاء رئيسيين، بما في ذلك كوريا الجنوبية وإسرائيل وأوكرانيا.
➖➖➖➖➖➖➖
للاشتراك في وكالة يونيوز للأخبار. يمكنكم الضغط على الرابط التالي
https://unewsagency.com
➖➖➖➖➖➖➖