أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن دعم موسكو لاستمرار عملية تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” وجيرانها العرب، حسب قوله، داعيا إلى استئناف الحوار المباشر بين إسرائيل والجانب الفلسطينيي.
وقال لافروف، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده في موسكو اليوم الخميس مع وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد: “رحبنا بتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية وندعم استمرار هذه العملية وننطلق من ضرورة أن تسهم في تقديم تسوية شاملة في الشرق الأوسط”.
وأعرب لافروف عن استعداد روسيا “لمواصلة الإسهام في إطلاق حوار مباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين عبر القنوات الثنائية وكعضو في الرباعية الدولية”، مشيرا إلى أن موسكو لا تزال مستعدة لاستضافة مفاوضات بين الطرفين عندما سيكونان جاهزين لذلك، حسب قوله.
ودعا وزير الخارجية الروسية إلى الاستفادة من كافة الفرص المتاحة لإحياء عملية التسوية، زاعما أن الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحالي يعطي أولويته إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية القائمة في الأراضي الفلسطينية قائلا ان بلاده تسهم أيضا في تجاوزها.
وأقر لافروف بأن النواحي السياسية من التسوية لا تزال مجمدة، مبديا قناعة روسيا بضرورة استئناف حوار جوهري بصيغ مختلفة.
وأكد أن موسكو مهتمة بعقد اجتماع جديد للرباعية على المستوى الوزاري لكن موعد هذا اللقاء المحتمل يتوقف على كل أطراف الرباعية.
وتابع أن روسيا مستعدة للمشاركة في هذا الاجتماع في أي لحظة، قائلا: “نعتبر من المفيد تبادل الآراء بشأن كيفية إسهام المجتمع الدولي في تهيئة الظروف الملائمة للتوصل إلى اتفاقات بين إسرائيل وفلسطين لأنهما بنفسيهما فقط تستطيعان الاتفاق على حل الخلافات المتبقية”.
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الروسي عن تمسك موسكو بضمان أمن “إسرائيل”، محذرا من تحويل أراضي سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات بين دول أخرى، حسب قوله.
وقال لافروف: “أما بخصوص الغارات الإسرائيلية على سوريا، فنحن نعارض تحويل سوريا إلى حلبة لصراع بين دول أخرى، وفي هذا الصدد لا نريد أن تستخدم الأراضي السورية لمهاجمة إسرائيل أو أي بلد آخر”.
ولفت إلى أن العسكريين الروس ونظرائهم من الاحتلال الإسرائيلي يبحثون على أساس يومي المسائل الفنية المتعلقة بهذا الموضوع، مؤكدا أن هذه الاتصالات أثبتت فعاليتها وتم الاتفاق بين الطرفين اليوم على مواصلتها.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الوضع في سوريا لا يزال معقدا ولا يقل تعقيدا حاليا، مفسرا ذلك بكثرة اللاعبين الخارجيين الذين لديهم مصالح خاصة بهم في التسوية السورية، وفق ما قال.
وتابع: “هناك مصالح مشروعة، مثل مصالح أمن إسرائيل، ونحن نؤكد دائما أنها من أهم الأولويات بالنسبة لنا في القضية السورية وغيرها من النزاعات، لكن هناك أيضا مصالح غير شرعية بشكل كامل أقل ما يوصف وأقصد بذلك قبل كل شيء احتلال الولايات المتحدة غير القانوني لأجزاء ملموسة من الأراضي السورية واستغلالها للموارد الطبيعية والزراعية والمائية والبتروكيماويات التابعة للشعب السوري، ناهيك عن الأنشطة الأمريكية الرامية إلى تأجيج الانفصالية الكردية، وهذا يؤدي إلى مشاكل من قبل تركيا كما هو معروف، ولذلك تتقاطع هناك العديد من المصالح”.
وأكد لافروف أنه في هذا السياق ناقش مع لابيد التواجد الإيراني في سوريا، مشيرا إلى أن طهران هي عضو في صيغة “أستانا” التي تستهدف المضي قدما، مع مراعة كافة الحقائق على الأرض، في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، ما يشمل استعادة وحدة أراضي سوريا واحترام سيادتها ومنع أي مخططات انفصالية والمضي قدما نحو تفعيل حوار وطني شامل.
ووصف لافروف العقوبات الغربية ضد سوريا بأنها غير قانونية وتمنع مساعدة الشعب السوري في إعادة إعمار بلده.