استشهاد 3 مقاومين بينهم المُطارد ابراهيم النابلسي في عملية اغتيال بنابلس

اقتحمت قوات الإحتلال الصهيوني مدينة نابلس، ونفذت عملية إغتيال بحق 3 مقاومين هم إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح، حسين جمال طه، بعد مواجهات عنيفة، أدت إلى إصابة عشرات المواطنين، بينهم 4 إصابات حرجة.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال ومقاومين في البلدة القديمة من مدينة نابلس بعد محاصرة جيش الاحتلال لمنزل. وقال شهود عيان إن الاشتباكات المسلحة اندلعت بعد اقتحام قوة احتلالية المدينة عند حوالي الساعة السادسة والنصف صباحاً، وحاصرت منزلاً في حي الحلبة من البلدة القديمة.

كما اندلعت مواجهات في الشارع الرئيسي”فيصل” للمدينة من الجهة الشرقية أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي باتجاه الشبان الذين رشقوها بالحجارة.

وأعلنت الطواقم الطبية في مستشفى رفيديا، أن عدد الإصابات قد ارتفع إلى 40 إصابة، بينها 4 حرجة في مستشفيات نابلس، بعد عملية الاقتحام للبلدة القديمة، ومحاصرة إحدى البنايات، وتفجيرها بصاروخ “انيرجا”، ما ألحق دمارا كبيرا في المنازل والممتلكات المجاورة.

وفرضت قوات الاحتلال طوقاً مشدداً على حارات الحبلة، والفقوس، والشيخ مسلم وأغلقت كافة مداخلها، كما انتشرت في شارعي فيصل وحطين في المدينة، واعتلى الجنود القناصة عددا من البنايات وأطلقوا الرصاص صوب الأهالي.

وبارتقاء شهداء نابلس الثلاثة، ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية العام الجاري إلى 129 شهيدا، بينهم 46 شهيدا ارتقوا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.

ويشار إلى أن هذه المرة الثانية التي تستخدم فيها قوات الاحتلال صواريخ في استهداف شبان في حارة الياسمينة بالبلدة القديمة، حيث استشهد شابان وأُصيب 10 آخرون بالرصاص الحي أحدهم لا تزال حالته حرجة في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، عقب محاصرة منزل وسط إطلاق كثيف للرصاص وصواريخ “الإنيرجا”.

ونعت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، الشهداء الذين سقطوا برصاص الاحتلال في نابلس صباح الثلاثاء، مؤكدة في بيان أنها “ستكون ركناً شديداً، ولن تسمح للعدو بالاستفراد بأي من ساحات الوطن”.

وقالت إن “نابلس مثل غزة، وعلى طريق ذات الشوكة يسير الأبطال مقبلين غير مدبرين، ويعلمون أن سِلعةَ اللهِ غالية، ألا إن سلعةَ الله الجنة، وفي سبيلها يبذلون المُهج ويتقدمون الصفوف لنيل إحدى الحسنيين”.

وأضافت أن “القائد النابلسي ارتقى إلى الله تعالى مقدماً غير مدبر، بعد مشوارٍ جهادي طويل من المطاردة والتضحية والفداء، مع رفيق دربه الشهيد صبوح”. وتابعت “جهادنا ماضٍ، وضرباتنا مستمرة، وإننا عاهدنا الله تعالى على أن نكون وكافة المجاهدين حصن الأمة وحفظة الدم”.

من جانبها، نعت حركة فتح الانتفاضة على لسان عضو المجلس الثوري عبد المجيد شديد النابلسي، مؤكدة أن دمائه وكل دماء شهداء ثورة الشعب الفلسطيني المتواصلة ستشكل وقودًا لتصاعد الفعل المقاوم.

وقالت في بيان أن الشباب الثائر في كل مدن الضفة والقدس المحتلة لن يتراجعوا عن قرارهم باستمرار القتال ضد الاحتلال حتى طرده من كامل الأرض، واقتلاع مستوطناته.

واعتبرت أن حالة الاشتباك المتكررة مع قوات الاحتلال التي تقتحم مدن الضفة الغربية تعني “أننا أمام مرحلة نضالية جديدة، وتصعيد لحالة التصدي لاعتداءات الاحتلال على أهلنا في الضفة”.

من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الثلاثاء أن “الاحتلال الصهيوني ما زال يمارس إجرامه بحق أبناء شعبنا على هذه الأرض المباركة، ويرتكب حماقة جديدة في عدوانه على مدينة نابلس بالضفة المحتلة”.

وقال المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية طارق عز الدين تعقيباً على جريمة الاحتلال في نابلس “لا عذر لأحد بعد اليوم، ما يجري في نابلس جبل النار تظهر أن الاحتلال لن يترك شعبنا ومقاومتنا، وسيمارس إجرامه بأبشع صوره اذا تم تمرير ما يقوم به”.

وأضاف “اليوم نحن أمام سياسة جديدة وتصعيد خطير من قبل قوات الاحتلال يتوجب منا الوقوف وقفة جدية وحقيقية لصد هذا العدوان، ومطالبون بكافة أطياف شعبنا الفلسطيني المقاوم أن نتصدى لقوات الاحتلال وأن نرفع وتيرة المقاومة وتدفيع الاحتلال الثمن على هذه الجرائم”. وأكد عز الدين، أن “الاحتلال الصهيوني يستبيح الدماء الفلسطينية ويوغل بإجرامه بطريقة غير مسبوقة بحق شعبنا في غزة والضفة والقدس”.

وتابعت “نحن شعب واحد والمحتل يحتل أرضنا جميعاً ولا يفرق بين فصيل وآخر أو بلد آخر، ويستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله، وهذا يتوجب منا توحيد الصفوف والرد على هذه الجرائم”. وأكد عز الدين أن “ما يجري في نابلس من عدوان يحتاج ثورة شعبية وعسكرية من الكل”.

وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية ” حماس” حازم قاسم: “إننا في مرحلة جديدة من الصراع ضد الاحتلال الإسرائيلي، عنوانها الاشتباك المستمر في مدن الضفة الغربية، وتعاظم حضور الفعل المقاوم بكل اشكاله”. وشدد قاسم اليوم الثلاثاء، في تصريح على أن الاحتلال سيفشل في وقف المد الثوري المتصاعد في كل مدن الضفة الغربية، وسيدفع ثمن هذه الجريمة”.

وأضاف “بطولة ملحمية جديدة تسطرها مدينة نابلس جبل النار عبر هذا القتال المتواصل ضد المحتل، وبهذا الالتفاف الشعبي الكامل حول المقاومين، ونترحم على شهداء جبل النار، الذين خاضوا معركة بطولية ضد جيش الاحتلال”. وأشار إلى أن اللوحة الوحدوية التي رسمتها نابلس في هذه المعركة، هي نموذج لما يحصل في كل المدن الفلسطينية من توحد خلف خيار المقاومة.

الى ذلك، قالت حركة المجاهدين الفلسطينية في بيان: “إن ما حدث في نابلس فعل اجرامي صهيوني بحق شعبنا ومقاومينا، وستبقى دماء الشهداء وقوداً يزيد من جذوة المقاومة على الغاصب المحتل. وأضاف عضو الأمانة العامة للحركة نائل أبو عودة “بكل فخر واعتزاز شهداء نابلس الفداء والإباء المطارد إبراهيم النابلسي، والمطارد البطل اسلام صبوح، الذين ارتقوا خلال اشتباكهم مع قوات الاحتلال صباح اليوم”.

وشدد على أن سواعد المقاومين تسبب خطرًا وجودي على الاحتلال في أرض فلسطين، وهم يقومون بواجبهم في الدفاع عن شعبهم. وأكد أن ملاحقة المقاومين في الضفة ومحاولات استهدافهم أو اعتقالهم ستزيدهم إصراراً على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة. كما أكد أن الاحتلال “لن يفلح في وأد المقاومة في الضفة، وسيكسر شبابنا ومقاومينا كل مخططات الاحتلال الرامية الى نزع الروح القتالية وكسر إرادة المقاومة لديهم”.

ودعت الحركة أبناء الضفة لإشعال الأرض الفلسطينية لهباً تحت أقدام جنود الاحتلال، وإطلاق الطلقات من بنادق أحرار الضفة تجاه صدورهم ثأراً وانتقاماً لدماء الشهداء.

كما نعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين شهداء نابلس، مؤكدة أن العدوان على المدينة هو جزء من مخطط يستهدف كل المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينيّة، كما يجري في جنين وغيرها. واعتبرت أن ما جرى في نابلس يأتي في سياق المخطط الأشمل لاستهداف الشعب ومقاومته وحقوقه الوطنيّة، وفي محاولةٍ “لفرض المشروع الصهيوني الاستعماري بالقوّة على كامل الأرض الفلسطينيّة”.

وأكدت أن تسارع وشمولية العدوان الإسرائيلي يتغذى بحالة العجز والخذلان العربية الرسمية المتوجة بالتطبيع وعقد الاتفاقيات الأمنية والعسكرية والاقتصادية وغيرها مع الكيان الإسرائيلي. كما اعتبرت أن الاحتلال يتشجع في عدوانه مع استمرار تيه وتمسك قيادة السلطة بالاتفاقيات الموقعة مع “إسرائيل” وعدم تنفيذها القرارات الوطنية الخاصة بإلغائها وسحب الاعتراف بـ”إسرائيل”، فضلاً عن صمت المجتمع الدولي وعجزه عن محاسبة الاحتلال وقادته على الجرائم التي يرتكبونها.

وأشارت إلى أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، مضيفة “أن الشعب ومقاومته أكدوا على الدوام أن كل مساعي الاحتلال تفشل أمام صموده ومقاومته التي تسطّر يومًا بعد يوم أروع صور البطولة والفداء”. ودعت إلى مواجهة العدوان بالإسراع في إنهاء الانقسام وبناء وحدة وطنية تعددية تمكن من تجميع طاقات وقدرات الشعب الفلسطيني، في معركته الشاملة مع الاحتلال.

والنابلسي (23 عامًا) مُطارد من قبل الاحتلال منذ أكثر من عام، ويتهمه الكيان الإسرائيلي بالمسؤولية عن تنفيذ عدة عمليات إطلاق نار تجاه نقاط ومواقع عسكرية في محيط نابلس.

ونجا إبراهيم النابلسي من 4 محاولات اغتيال خلال الأشهر الأخيرة، بعد مداهمة جيش الاحتلال لأماكن كان يقيم فيها. وكان من أبرز محاولات اغتياله في فبراير/ شباط الماضي، حينما نجا من عملية الاغتيال التي استشهد فيها ٣ من رفاقه المقاومين، وهم أدهم مبروك الشيشاني ومحمد الدخيل وأشرف مبسلط.

كما نجا النابلسي من عملية الاغتيال خلال اقتحام حارة الياسمينة قبل ٣ أسابيع. وينسب له الاحتلال تنفيذ عمليات إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين من بينها إصابة قائد جيش الاحتلال شمال الضفة عند “قبر يوسف” بالمدينة أواخر شهر يونيو/ حزيران الماضي.

➖➖➖➖➖➖➖
للاشتراك في وكالة يونيوز للأخبار. يمكنكم الضغط على الرابط التالي
https://unewsagency.com
➖➖➖➖➖➖➖

مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
Related articles