رفع إعلان رئيس الوزراء العراقي عن تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة من منسوب القلق على مصير العراق الذي يمر بأزمة سياسية زادت من حدتها عمليات تزوير منظمة لنتائج الانتخابات الأخيرة يبدو أن الهدف منها هو إقصاء قوى وأحزاب وشخصيات من البرلمان سبق أن صوتت على خروج إجباري للقوات الأميركية من العراق قبل حلول نهاية العام الجاري.
وظهر الكاظمي بقميص أبيض وبأعصاب باردة وهو يعلن عبر فيديو وزعه على حسابه الشخصي على منصة تويتر أن منزله الكائن في المنطقة الخضراء شديدة التحصين تعرض لهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن محاولة الاغتيال الفاشلة، لكن الكاظمي قال أن “الأوطان لا تُبنى بالصواريخ والمسيرات”، في إشارة إلى فصائل المقاومة التي تستخدم مثل هذه الأسلحة في مهاجمة القوات الأميركية، وأضاف الكاظمي أنه يعمل شخصيا على بناء الدولة ويحترم مؤسساتها.
ودانت فصائل المقاومة محاولة الاغتيال لكنها شككت في حصولها، ودعت إلى إجراء تحقيق شفاف بمشاركة الحشد الشعبي لكشف الملابسات ومنع البلاد من الانزلاق نحو فتنة خطيرة.
واكدت الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية أن صناعة حادثة كهذه لن تمنعها من إصرارها على معاقبة الجناة لا سيما المتورطون الكبار في إراقة دماء المتظاهرينَ السلميين، محذرة من وجود مسلسل يحتوي المزيد من هذه الافعال التي هدفها ارباك الشارع العراقي وتمشية نتائج الانتخابات المزورة وتخريب الدولة.
وكانت القوات الأمنية المكلفة حماية المنطقة الخضراء التي تضم مباني السفارة الأمريكية قد أطلقت النار يوم الجمعة الماضي على تظاهرة كانت تحتج على تزوير نتائج الانتخابات، وتطالب بتصحيحها وبمحاسبة المفوضية المستقلة للانتخابات، وحملت اللجنة المنظمة للتظاهرة الكاظمي مسؤولية سقوط ٣ شهداء وعدد من الجرحى.
واتهمت إيران الولايات المتحدة الأميركية بالوقوف وراء الحادثة من دون تسميتها صراحة، وقالت الخارجية الإيرانية ان مثل هذه الحوادث تخدم مصلحة الاطراف التي انتهكت استقرار العراق وأمنه واستقلاله وسلامة أراضيه طيلة الـ 18 عاما الماضية، وسعت لتحقيق أهدافهم الإقليمية المشؤومة من خلال خلق الجماعات الإرهابية والمحرضة على الفتنة.
وأعلنت الإدارة الأميركية وقوفها إلى جانب الكاظمي والجيش العراقي، لكنها تجنبت الإجابة عن أسئلة وجهتها قيادة العمليات العراقية للسفارة الأميركية عن سبب احجام منظومة c-ram المضادة للطيران ضد المسيرات التي استهدفت منزل الكاظمي القريب من مقر السفارة الأميركية في بغداد.
ولم تستبعد وسائل إعلام محلية أن تكون عملية الاغتيال مجرد مسرحية خصوصا بعد تضارب في الروايات الرسمية، وفي وقت قالت خلية الإعلام الأمني أن الهجوم على منزل الكاظمي تم بطائرة مسيرة واحدة، أعلنت وزارة الداخلية أن الهجوم تم بواسطة ٣ طائرات مسيرة مفخخة. ولم تذكر التقارير الأمنية اي معلومات إضافية عن المكان الذي انطلقت من المُسيرات، وما إذا كان الكاظمي في منزله لحظة الهجوم.
وكانت وكالة الأنباء العراقية قد حذفت فيديوهات مصورة لمنزل الكاظمي وأوقفت عملية بث مباشر بعد الهجوم، واكتفت بتوزيع صور لأثار الدمار.
لم تعلن اللجنة المنظمة للاحتجاجات على تزوير نتائج الانتخابات اي تعديل على برامجها وأعادت تنظيم ساحة الاعتصام بالقرب من المنطقة الخضراء ونصبت المزيد من الخيام وتوعدت برفع مستوى الاحتجاجات حتى تحقيق مطالبها برفع التزوير الانتخابي، ويشارك الأمين العام لعصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي في مجلس عزاء يعقد عصر اليوم في ساحة الاعتصام قرب المنطقة الخضراء،
وقالت اللجنة المنظمة في اتصال مع وكالة يونيوز للأخبار أن الإعلان عن محاولة اغتيال فاشلة الكاظمي ليست سوى مسرحية سخيفة الهدف منها القفز فوق دماء الشهداء الذين سقطوا يوم الجمعة الماضي برصاص القوى الامنية، وجددت اللجنة دعوتها لتزخيم الاحتجاجات والمزيد من الحضور الجماهيري حتى تحقيق المطالب.