اعلن وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر العلاقات الطيبة مع دول الجوار والحوار معهم مبدأً، مؤكدا في الوقت نفسه ان منح الأولوية لدول الجوار ليس بمعنى تجاهل الدول الاخرى.
وفي أول لقاء له مع السفراء ورؤساء البعثات الاجنبية المعتمدة لدى طهران امس الاثنين، شرح عبد اللهيان في الاجتماع توجه الحكومة الجديدة في السياسة الخارجية واولويات بلاده في هذا المجال، مبينا ان الحكومة الـ 13 تنتهج سياسة خارجية متوازنة وفاعلة ونشطة وذكية.
وقال: نحن نؤكد على توجيه هذه الرسالة الى العالم أجمع بأن سياستنا الخارجية ستكون لها أساس متوازن، وبناء على ذلك، فإن إحدى أولوياتنا الرئيسية هي التوجه نحو دول الجوار، نحن لن نضع اي استثناء في اولويتنا نحو الجيران.
وبين عبد اللهيان ان النظرة الخاصة الى القارة الاسيوية تعد الاولوية الاخرى لسياسة ايران الخارجية، وقال: ان قارة آسيا تتمتع بخصائص فريدة في القرن الواحد والعشرين، وان وجود قوى اقتصادية صاعدة يمنح آسيا والعالم فرصا جديدة.
وأضاف: “لدينا أصدقاء وحلفاء كثيرون في دول الجوار والقارة الاسيوية، ونولي اهتماما خاصا بهذين المحورين في أولويات سياستنا الخارجية، ومع ذلك وكما تشير أجندة السياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة، فإن أولويتنا لدول الجوار وآسيا ليست بمعنى تجاهل سائر نقاط العالم، وان الاهتمام بالدول العربية والإسلامية والدول الأفريقية وأمريكا اللاتينية وأوروبا والغرب تعد جزءا من سياستنا الخارجية النشطة والفاعلة”.
وفي معرض اشارته الى جائحة كورونا باعتبارها واحدة من اولويات الحكومة الجديدة، صرح وزير الخارجية، ان “ايران رسخت الطاقات لانجاز عملية التلقيح ضد هذا الوباء عبر انتاج اللقاحات المضادة محليا، كما قامت وزارة الخارجية بالتعاون مع السفراء الاجانب المحترمين بشرائها من الخارج”.
واستطرد، “اننا لم نغفل في هذا الخصوص، 4 ملايين مهاجر افغاني داخل البلاد ونتابع قضية تطعيم هؤلاء المهاجرين نظرا للظروف العصيبة الراهنة في افغانستان”.
وعن التطورات الافغانية، اشار عبداللهيان الى “الاتصالات الجارية مع كافة الاطراف وضرورة تشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع الاقوام في هذا البلد”.
وبالعودة الى موضوع الاتفاق النووي، فقد اكد وزير الخارجية الايراني للسفراء الاجانب، ان “طهران ترحب بأي تفاوض قد يضمن حقوق ومصالح الشعب الايراني العظيم”.
واردف “نحن نريد مفاوضات رزنة وحكيمة لضمان حقوق الشعب وسنقوم بدور فاعل في هذا السياق”، مؤكدا في الوقت نفسه: اننا نعتبر المفاوضات التي لا تفضي الى اي نتيجة بل تؤدي الى تسويف الوقت، انها لا تعود بالنفع الى الشعب الايراني.
وعن الوضع الاقليمي، وصف عبداللهيان التخدلات الاجنبية في قضايا المنطقة انها تضر بمصالح بلدانها، مصرحا: اننا ندعم كافة المبادرات التي تشجع الحوار بين الدول الاقليمية وتخدم السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.
وفي جانب اخر من تصريحاته خلال اللقاء مع السفراء الاجانب، اشار وزير الخارجية الى العلاقات الايرانية الاوروبية؛ داعيا دول اوروبا والغرب الى اغتنام الفرص السانحة في ضوء السياسة الخارجية المتوازنة للحكومة الايرانية الجديدة، كما نوه بان اوروبا لاتنحصر في “الترويكا الاوربية” فقط.
وحول تعنت الولايات المتحدة الامريكية في رفع الحظر وتحقيق مصالح الشعب الايراني من الاتفاق النووي، اكد وزير الخارجية، ان الترويكا الاوروبية تتحمل جزءا من المسؤولية في هذا الخصوص.
واستطرد قائلا: لقد ابلغت هذا الامر كلّا من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية الفرنسيين خلال زيارتي للعراق، وايضا نظيريّ الاخرين في الترويكا الاوروبية.
واكد عبد اللهيان في هذا السياق، على ان “الفرصة متاحة للثلاثي الاوروبي بان يعيد النظر في سياساته ويغير نهجه ليثبت عزيمته الجادة في التعامل مع ايران”.
وحول القضية الفلسطينية، قال: نحن كسابق عهدنا في عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، لاننا نعتبره كيانا غير شرعي والسبب الرئيسي للفلتان الامني في المنطقة.
ولفت الى ان بلاده قدمت مشروعا واضحا بشأن اجراء استفتاء عام بين السكان الرئيسيين للاراضي الفلسطينية، وبما يشمل المسلمين والمسيحيين واليهود، بهدف تشكيل حكومة شاملة في فلسطين تعتمد على الارادة المباشرة للشعب المتجذر في هذه الارض.