لقاء شي بوتين يفتح عهدا جديدا للبلدين.. تعهدٌ بمواجهة التوسع الغربي ورسائل قوية إلى واشنطن

في أوّل لقاء مباشر يجمعه بمسؤول خارجي منذ نحو عامين، التقى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، امس الجمعة تزامناً مع افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين.

وعقب اللقاء، نشر الكرملين بياناً على موقعه الرسمي، أعلن فيه أن الرئيسين أكّدا على ضرورة تطوير العلاقات التي تشهد «تقدّماً غير مسبوق»، ومواجهة التوسع الغربي.

وخلال اللقاء، أشاد بوتين بالعلاقات الثنائية التي «تتقدّم باستمرار، بروح من الصداقة والتعاون الاستراتيجي»، معتبراً أنها اتخذت طابعاً غير مسبوق، وأصبحت مثالاً واضحاً عن التنمية المشتركة.

وفي ما يتعلّق بتايوان التي ازدادت حدّة التوترات بينها وبين بكين أخيراً، على خلفية مطالبة هذه الأخيرة بإعادة ضمّ الجزيرة إلى أراضيها، مقابل إصرار تايبيه المدعومة من الغرب على الاستقلال، اعتبرت موسكو أن تايوان جزء لا يتجزّأ من الصين، مؤكّدةً معارضتها استقلال الجزيرة بأي شكل من الأشكال، وفق البيان.

وفي خضمّ التوترات الأخيرة بين موسكو وكييف، أعلن البلدان، في بيانهما، أنهما «يعارضان أي توسيع للحلف الأطلسي مستقبلاً»، مندّدين بـ«التأثير السلبي لاستراتيجية الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، على السلام والاستقرار في المنطقة».

كما أعربا عن قلقهما من «إنشاء التحالف العسكري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا عام 2020»، باعتبار أنه «يزيد من خطر سباق التسلّح في المنطقة، ويخلق مخاطر انتشار الأسلحة النووية».

كذلك، حثّت الدولتان الولايات المتحدة وحلفاءها على الإبلاغ بشكل صحيح عن الأنشطة البيولوجية العسكرية بشفافية، «لأنها تثير مخاوف الدول الأخرى وتشكل تهديداً لموسكو وبكين»، مطالبتيْن واشنطن بالتخلّص من مخزون الأسلحة الكيميائية.

وممّا ورد في البيان: «تُصرّ روسيا والصين على أن تُسرّع الولايات المتحدة، بصفتها الدولة الوحيدة في الاتفاقية التي لم تستكمل عملية تدمير الأسلحة الكيماوية، القضاء على مخزونها من هذه الأسلحة».

وفي السياق، طلبت موسكو وبكين من واشنطن التخلي عن خطط نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا، كما أعربتا في الوقت نفسه عن قلقهما من خطط الولايات المتحدة لتطوير نظام الدفاع الصاروخي العالمي، ونشر عناصره في مناطق مختلفة من العالم.

وأعلن بوتين خلال اللقاء عن اتفاق غاز جديد مع الصين، قائلاً:«”أعدّ رجال الطاقة لدينا حلولاً جيدة جداً بشأن إمدادات الهيدروكربون إلى جمهورية الصين الشعبية». وأضاف: «سيتمّ إبرام اتفاق جديد لتزويد الصين بعشرة مليارات متر مكعّب سنوياً، من الشرق الأقصى الروسي».

وتابع بوتين أن قيمة التبادلات التجارية بين البلدين بلغت مستوى غير مسبوق، بقيمة 140 مليار دولار، معرباً عن ثقته بأن قيمة هذه التبادلات ستصل إلى 200 مليار دولار كما هو مخطط له من الطرفين، بحسب البيان.

وخلافاً لما أرادته واشنطن من مقاطعة ديبلوماسية جماعية للألعاب الأولمبية الشتوية في الصين، افتتحت بكين الجمعة، الدورة الجديدة من هذه الألعاب وسط حضور حاشد من مختلف دول العالم لا يستثني حتى أطرافاً حليفة للولايات المتحدة.

وعلى إثره، شاركت 91 دولة في هذه الألعاب، بعضها ممثّلة بأعلى مستويات. فإلى جانب الرئيس الروسي، حضر الافتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد ابو ظبي والرئيس البولندي أندريه دودا، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وغيرهم.

وشاركت واشنطن المقاطعة الديبلوماسية لألعاب بكين الأولمبية، 8 دول، وهي بريطانيا، كندا، نيوزيلندا، أستراليا، ليتوانيا، الدنمارك، هولاندا واليابان.

مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
Related articles