تطرق قائد الثورة الإسلامية في ايران، الإمام السيد علي الخامنئي الى الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، قائلاً: “أقول بصراحة هذه الأحداث هي من تخطيط أمريكا والكيان الصهيوني ووذيولهم، مشكلتهم الرئيسية هي مع إيران القوية والمستقلة وتقدم البلاد والشعب الايراني سجل حضوره بقوة في هذه الأحداث وسيدخل بشجاعة إلى الميدان حيثما كان ذلك ضروريا في المستقبل”.
وفي كلمة له خلال مراسم تخرج دفعة جديدة من طلاب ضباط جامعات القوات المسلحة وقوات الشرطة، اليوم الاثنين، أضاف الإمام الخامنئي: “في هذه الأحداث، تعرضت قوى الامن الداخلي والتعبئة والشعب الإيراني للظلم، طبعا الشعب الايراني سجل حضوره بقوة في هذه الاحداث كما في الحوادث الاخرى وسيكون له نفس الموقف في المستقبل”.
وأكد أنه “في المستقبل، وحيثما يريد الأعداء إحداث اضطراب، فإن الشعب الإيراني الشجاع والمخلص سيتصدى لهم قبل اي جهة اخرى”.
ووصف قائد الثورة الشعب الايراني بأنه “مثل مولاه أمير المؤمنين علي (ع)، مظلوم وفي نفس الوقت شعب قوي، وفي هذه الحادثة توفيت فتاة شابة وهذا ما حزّ في انفسنا ايضا، لكن رد الفعل على هذه الحادثة بدون تحقيق وبدون وجود اي قضية مؤكدة ، جعل بعض الناس الشوارع غير آمنة، وحرقت المصاحف ، وخلع الحجاب عن رؤوس النساء المحجبات ، وأضرمت النيران في المساجد والحسينيات وسيارات الناس ، فهذا ليس بالأمر الطبيعي”.
وشدد على أن “أعمال الشغب هذه مخطط لها، ولولا هذه الفتاة الشابة، لكانوا قد خلقوا ذريعة أخرى لخلق حالة من انعدام الأمن والشغب في البلاد بداية الشهر السابع الايراني هذا العام”.
وتابع قائد الثورة: “أقول صراحة إن هذه الاضطرابات وانعدام الأمن من تخطيط أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب والمزيف، وقد ساعدهم اذيالهم وبعض الإيرانيين الخونة في الخارج”.
ولفت الى أن “بعض الناس حساسون تجاه مقولة الحادث الفلاني كان من تخطيط وعمل العدو، وينبرون فوراً للدفاع عن وكالة التجسس الأمريكية والصهاينة، كما أنهم يستخدمون جميع أنواع التحليلات المضللة للايحاء بأن هذا الأمر لم يكن من عمل الأجانب”.
ونوّه الإمام الخامنئي بالقول: “تحدث الكثير من أعمال الشغب في العالم، في أوروبا وخاصة في فرنسا وباريس، نشهد أعمال شغب بين حين وآخر، ولكن هل حدث أن ايّد الرئيس الامريكي، مجلس النواب الامريكي المشاغبين وأدلوا ببيان؟ هل هناك سابقة بانهم وجهوا رسائل وقالوا بإننا الى جانبكم؟ هل هناك سابقة بأن وسائل الإعلام المرتبطة بالرأسمالية الأمريكية ومرتزقتها مثل بعض الدول الاقليمية بما في ذلك السعودية دعمت المشاغبين في هذه البلدان ؟ وهل هناك سابقة بان يعلن الأمريكيون عن توفير بعض أجهزة أو برامج الإنترنت لمثيري الشغب حتى يتمكنوا من التواصل بسهولة؟.
وأضاف: “لكن مثل هذا الدعم حدث مرات عديدة في إيران . فكيف يكون بعض الناس لا يرون اليد الأجنبية وكيف يمكن لشخص ذكي ألا يشعر أن هناك أيادي خفية وراء هذه الأحداث”.
وأكد أن “تعبير الأمريكيين عن أسفهم لوفاة فتاة كذب، وعلى عكس ذلك فهم سعداء بالحصول على هذه الذريعة لتأجج الاحداث ، وقال: في البلاد ، أعرب مسؤولو السلطات الثلاث عن اسفهم ووعد القضاء بمتابعة الموضوع حتى النهاية لمعرفة هل يوجد مذنب ام لا ومن المذنب؟ هذا ما يعنيه التحقيق . والآن ، كيف يمكن إلقاء اللوم على منظمة ومجموعة كبرة من خدام الشعب لاحتمال حدوث خطأ، ليس هناك منطق وراء هذا ، وهو عمل لا شك بانه من فعل وكالات التجسس والمنظرين الاجانب المعادين لايران”.
وتساءل قائد الثورة الإسلامية عن دافع الحكومات الأجنبية لإثارة الاضطرابات وزعزعة الأمن في البلاد، وأضاف: إنهم يشعرون أن البلاد تتقدم نحو القوة المطلقة ولا يمكنهم تحمل هذا الموضوع.
ولفت الى “تسارع وتيرة تقدم البلاد في جميع القطاعات والجهود المبذولة لفتح بعض العقد القديمة وتفعيل قطاع الإنتاج والمؤسسات المعرفة وقدرة البلاد على تحييد الحظر”، وأكد قائلا: “لا يريدون حدوث هذه التطورات في البلاد، ومن أجل وقف وتيرة التقدم هذه، فقد خططوا لإغلاق الجامعات وزعزعة أمن الشارع والهاء المسؤولين بقضايا جديدة في شمال غرب وجنوب شرق البلاد”.
وقال إن “العدو مخطئ في حساباته حول الشمال الغربي والجنوب الشرقي للبلاد ، وأوضح أنه عاش بين الأهالي البلوش وهم موالون بشدة للجمهورية الإسلامية. كما أن الشعب الكردي من أكثر الشعوب الإيرانية تقدما ويهتم بوطنه والإسلام والنظام ، لذا فإن خطتهم لن تنجح”.
وأردف قائد الثورة الإسلامية إن “مخططات الأعداء وأفعالهم تظهر فطرته. نفس العدو الذي يقول في تصريحاته الدبلوماسية أننا لا ننوي مهاجمة إيران وتغيير النظام ، لديه مثل هذه النوايا ويسعى إلى التآمر لإثارة اعمال الشغب وزعزعة أمن البلاد وتهييج أولئك الذين قد تثار حماستهم ببعض الإثارة”.
وأكد أن “أمريكا ليست فقط ضد الجمهورية الإسلامية، بل ضد إيران القوية والمستقلة، وهم يحلمون بايران مثل ايران البهلوية التي أطاعت أوامرهم وكانت مثل بقرة حلوب”.
وقال: “خلف كواليس الاحداث الأخيرة يتواجد هؤلاء المتنمرون ، والصراع ليس على موت فتاة شابة أو على المحجبات وغير المحجبات، الكثير من اللاتي ليس لديهن حجاب كامل هنّ من المؤيدين الجادين للجمهورية الإسلامية ويشاركون في المناسبات المختلفة، الصراع والنقاش هو حول استقلال ومكانة وتقوية واقتدار إيران الإسلامية”.
وتابع: “الأشخاص الذين يرتكبون الفساد والدمار في الشوارع ليسوا في خانة واحدة، بعض الشباب ينزلون إلى الشارع بسبب الإثارة لمشاهدة أحد برامج الإنترنت، يمكن توعية هؤلاء الأشخاص بأنهم مخطئون من خلال تنبيههم لبعض الامور”.
واعتبر أن “جميع من نزلوا إلى الشوارع لا يعدون بشيء في مقابل الشعب الإيراني والشباب المؤمن والمتحمس، بالطبع بعض هؤلاء الذين نزلوا إلى الشوارع هم من فلول الجماعات التي تلقت صفعة من قبل الجمهورية الإسلامية، مثل المنافقين والانفصاليين والملكيين وعوائل السافاكيين المنفورين، ويجب على السلطة القضائية تحديد العقوبة ومحاكمتهم بما يتناسب مع مشاركتهم في التدمير والإضرار بأمن الشوارع.
وتحدث قائد الثورة عن مواقف بعض الخواص في بداية هذه الحادثة قالاً : “في البداية ، أصدر بعض الخواص بيانات وتصريحات دون تحقيق وربما بدافع الرحمة، بعضهم القى باللوم على قوى الامن الداخلي والبعض الاخر القى باللوم على النظام، والآن بعد أن رأوا ما هو الأمر وما حدث في الشوارع نتيجة كلامهم بتخطيط من العدو ، فعليهم التعويض عن عملهم والاعلان بوضوح أنهم ضد ما حدث وضد مخطط العدو الأجنبي”.
وأضاف: “عندما يقارن العنصر السياسي الأمريكي هذه القضايا بجدار برلين، يجب أن تفهم ما هي القضية ، وإن كنت لم تفهم، فافهم الآن واتخذ موقفا واضحا”.
كما أشار الإمام الخامنئي إلى “مواقف بعض الشخصيات الرياضية والفنية، قائلا: “برأيي ، هذه المواقف لا أهمية لها ولا يجب أن تتبلور حساسة تجاهه”.
➖➖➖➖➖➖➖
للاشتراك في وكالة يونيوز للأخبار. يمكنكم الضغط على الرابط التالي
https://unewsagency.com
➖➖➖➖➖➖➖