محاور تقدم القوات الروسية في اليوم الثامن من العملية العسكرية في أوكرانيا

دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الثامن، ويبدو انها بدأت ترسم الانقسام العامودي بين المحور الموالي لروسيا مثل بيلاروس وجمهورية ترانسنيستريا اللتين بدأتا التحشيد العسكري تحسبا لأي تطورات، مقابل دول الناتو التي عززت دعمها العسكري لاوكرانيا، وأعلنت المانيا إرسال 2700 صاروخ مضاد للطائرات لدعم الجيش الاوكراني.

تتابع القوات الروسية تقدمها من الشمال باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف على الضفتين الشرقية والغريبة لنهر الدنيبر، حيث تسيطر القوات الروسية على المنطقة الممتدة من سدنيف من الشمال الغربي وصولا الى مدينة بوروديانسك في الشمال الغربي والواقعة على مشارف كييف.

من الجهة الشمالية الغربية، يشهد المثلث الحدودي بين بيلاروس، بولندا وأوكرانيا تمركزا للقوات الروسية قرب مدينة كوفل وقصفا على مدينة لفيف على حدود بولندا بهدف قطع طريق الاسناد والدعم القادم من أوروبا عبر بولندا.

وتستمر القوات الروسية في الضغط باتجاه العاصمة كييف لفرض حصار محكم حولها، فقصفت القوات الروسية مستودعا للنفط في مدينة تشيرنيهييف، على الخط ذاته تواجه القوات الروسية الدفاعات الأوكرانية المتمركزة في مدينة كبتي الواقعة على بعد 70 كلم شمال كييف، التي تشكل خط الدفاع الاخير في طريق القوات الروسية المتقدمة باتجاه العاصمة الأوكرانية.

ومن الجهة الشمالية الشرقية، تتقدم القوات الروسية على خطين متوازيين باتجاه العاصمة الأوكرانية، الخط الأول من بورزنا عبر بريخوري، بهدف الوصول الى كبتي، حيث أجبرت القوات الروسية قوات الدفاع الأوكرانية الموجودة في منطقة نزهين على التراجع، لتتابع القوات الروسية تقدمها نحو هدفها بالانضمام الى القوات القادمة من الشمال، والتي وصلت الى مدينة كبتي.

أما على خط الهجوم الثاني من مدينة رومني باتجاه بريلوكي، تهدف هذه القوات الى تأمين خط امداد ودعم للقوات القادمة من محور كبتي الى منطقة بروفاري انطلاقا من مدينة سومي الحدودية مع روسيا والواقعة تحت سيطرة القوات الروسية باتجاه مناطق شرق كييف، ولكن لا تزال القوات الروسية تواجه قوات الدفاع الأوكرانية الموجودة في بريلوكي، وهو ما يؤخر تقدمها.

هذا وتتزايد وتيرة القصف الروسي على كييف، مع اقتراب القوات الروسية من المدن القريبة للعاصمة، والتي وصلت الى مدينة بوروديانسك الواقعة على بعد حوالي 50 كلم عن كييف، حيث امنت وزارة الدفاع الروسية ممرا آمنا لخروج الأوكران.

وفي تصريح لوزارة الدفاع الروسية، أعلنت عن تدمير 1612 منشأة عسكرية أوكرانية و52 طائرة حتى الآن منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، اليوم الخميس، “تم استهداف 1612 منشأة خلال العملية، بما في ذلك: 62 موقع تحكم ومركز اتصالات للقوات المسلحة الأوكرانية، و39 من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز إس-300، وبوك إم-1 و52 محطة رادار”.

وأضاف أن العملية العسكرية أسفرت كذلك حتى الآن عن تدمير 49 طائرة على الأرض و 13 طائرة في الجو، و606 دبابات ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و67 صاروخ، و227 قطعة مدفعية ميدانية ومدافع هاون، و405 وحدات من المركبات العسكرية الخاصة، و53 طائرة مسيرة”.

من الجهة الشرقية، تسيطر القوات الروسية على خاركيف، رغم تجدد الاشتباكات من وقت لآخر مع القوات الأوكرانية، وتتابع القوات تقدمها باتجاه مدينة فالكي، دون مواجهة.

وفي الجنوب الشرقي على الحدود الروسية، أعلنت وحدات الدفاع الشعبي في جمهورية لوهانسك، الخميس، أن سبع بلدات أخرى من بينها ستاروبيلسك، خضعت للسيطرة الكاملة لجمهورية لوهانسك. وجاء في بيان وحدات الدفاع الشعبي لجمهورية لوهانسك “تواصل وحدات الدفاع الشعبي في جمهورية لوهانسك تحرير البلدات من التشكيلات المسلحة الأوكرانية، أصبحت سبع بلدات آخرى تحت السيطرة الكاملة لجمهورية لوهانسك: منها نوفويدار وكراسنوريتشينسكايا، وإبيفانوفكا، وستيبني يار، وغافريلوفكا، وستاروبيلسك، وأندريفكا”.

في السياق، نقلت وكالة الانباء الروسية انترفاكس عن قوات دونيتتسك اليوم الخميس أن القوات الروسية قد تنفذ ضربات على ماريبول ان لم تستسلم القوات الأوكرانية.

ويأتي الإصرار الروسي للسيطرة على مدينة ماريبول، نظرا لأهميتها الاستراتيجية على ساحل بحر أزوف، باعتبارها اخر مدينة اوكرانية على بحر أزوف خارج سيطرت القوات الروسية، والسيطرة على المدينة ستمكن القوات الروسية من الاطباق على كامل ساحل بحر أزوف، كما سيؤمن التقاء القوات الروسية القادمة من دونتيسك غربا مع القوات الروسية القادمة من مانهوش غربا.

وتتابع القوات الروسية تعزيز تمركزها على الجبهة الجنوبية، وفي السياق، وفي إطار السيطرة على مثلث ميكولايف، كريفيري وزابورزيهزهيا، سيطرت القوات الروسية على مدينة خيرسون، وطالبت باجراء حوار لمنع تجدد الاشتباكات في المدينة وأكملت زحفها باتجاه مدينة ميكولايف، علماً ان مدينة زابورزيهزهيا، تضم أكبر محطة نووية ناشطة في اوكرانيا لتوليد الكهرباء بقوة 1000 ميغاوات، ومن المتوقع ان تحرز القوات الروسية تقدما سريعا على هذا المحور لضعف الدفاعات الأوكرانية.

جدير بالذكر أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين فجر الخميس 24 شباط/فبراير بهدف حماية دونباس ونزع السلاح من أوكرانيا لإزالة التهديدات الصادرة من الأراضي الأوكرانية لأمن روسيا

مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
مواضيع ذات صلة
Related articles