أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن إزالة زعيم تنظيم داعش أبو ابراهيم الهاشمي من ساحة المعركة، مشيراً إلى أن المقتول أشرف على العمليات في مختلف أنحاء العالم وآخرها في سجن شمال شرق سوريا، في إشارة إلى سجن الصناعة في مدينة الحسكة.
وأشار بايدن في كلمة له، إلى أن زعيم تنظيم داعش قرر تفجير نفسه في الطابق الثالث بعد اقتراب القوات الأميركية من المبنى، وقال إن “هذه العملية شهادة على قدرة الولايات المتحدة على الوصول إلى أي موقع يشكل مصدر تهديد”.
وشدد الرئيس الأميركي على ان بلاده مستمرة في العمل مع حلفائها في الجيش العراقي والبيشمركة وقوات سوريا الديمقراطية، زاعماً أن الجيش الأميركي قرر عدم استهداف الهاشمي بهجوم جوي لعدم إحداث خسار بشرية.
وقال مسؤول في وزارة الحرب الأميركية أن الهاشمي كان يشرف على تنظيم داعش بالعراق وسوريا وشبكاته في العالم، وكان وراء عمليات الإبادة التي تعرض لها الأزيديون في العراق، لافتاً إلى أن التخطيط لاستهدافه استمر شهورا وأحيط بايدن علما منذ شهر.
ويبدو أن الولايات المتحدة قررت تصفية زعيم داعش، بعد هجوم التنظيم على سجن الصناعة في الحسكة، وسيطرته على عدة أحياء في المدينة، قبل أن ينسحب منها نتيجة الضربات الجوية، والمعارك مع قوات قسد.
وقالت “نيويورك تايمز” (New York Times)، في تقرير لها، أن شن التنظيم سلسلة من الهجمات المعقدة مؤخرا في كل من سوريا والعراق، يشير إلى أنه يعاود الظهور كتهديد أكثر خطورة بعد 3 سنوات من طرده. وأشارت إلى الهجوم الذي وصفته بالجريء على سجن سوري يضم الآلاف من معتقلي التنظيم، وإلى سلسلة الضربات ضد القوات العسكرية العراقية، وانتشار مقطع فيديو يُظهر ذبح ضابط شرطة عراقي مخطوف.
من هو الهاشمي ؟
هو التركماني أمير محمد سعيد الصلبي المولى الذي ولد في المحلبية، إحدى ضواحي نينوى، عام 1976 لمؤذن له زوجتان أنجبتا له 7 أبناء أمير أصغرهم، و9 بنات. شغل والده منصب إمام مسجد الفرقان في حي البعث بالموصل من 1982 إلى عام 2001. ويعرف أيضا باسم حاجي عبد الله من محافظة نينوى شمال العراق، رغم إحجام التنظيم عن الكشف عن أي معلومات عن هذا الرجل. كما يعرف بإسم “عبدالله قرداش”.
وكانت وزارة العدل الأميركية رفعت مكافأة المعلومات، التي تؤدي إلى تحديد موقع قرداش أو تحديد موقعه، إلى 10 ملايين دولار. وقد وُصف القرشي بأنه خليفة أبي بكر البغدادي، الذي قتل نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2019 في عملية عسكرية أميركية بمحافظة إدلب شمالي غربي سوريا. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن قرداش كان ضابطا بالجيش العراقي في عهد صدام حسين، وأضافت أن المعلومات بشأنه شحيحة.
واعتقل قرداش معتقلا مع البغدادي في سجن بوكا بمحافظة البصرة، وبعد خروجه من السجن أصبح من قيادات الصف الأول للتنظيم. وشغل منصبا شرعيا عاما لتنظيم القاعدة، وهو خريج كلية الإمام الأعظم بمدينة الموصل. وكان قرداش كان مقربا من القيادي أبي علاء العفري (نائب البغدادي الذي قتل عام 2016). واتسمت شخصية قرداش بـ”القسوة والتسلط والتشدد”، وكان أول المستقبلين للبغدادي إبان سقوط الموصل.
وكانت وزارة الحرب الأمريكية قد أعلنت أن قوات عمليات خاصة نفذت مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سوريا يوم الخميس، في بلدة اطمة على الحدود التركية، وعلى بعد 25 كيلومتراً من قرية باريشا، ألتي قتل فيها أبو بكر البغدادي عام 2019، بنفس الطريقة.
واستهدفت العملية، مبنى من طبقتين في أرض محاطة بأشجار الزيتون. وقد تضرر الطابق العلوي منه بشدة وغطى سقفه الذي انهار جزء منه، الدخان الأسود. وتبعثرت محتويات المنزل الذي انتشرت بقع دماء في أنحائه. وتداول سكان ليلا تسجيلات صوتية منسوبة للتحالف، يطلب فيها متحدث باللغة العربية من النساء والأطفال إخلاء منازلهم في المكان المستهدف. فيما أفاد سكان في المنطقة عن سماع دوي قصف وطلقات نارية.
هذا، وأفاد الدفاع المدني إن 13 شخصا على الأقل بينهم 6 أطفال قُتلوا في قصف واشتباكات بعد غارة أمريكية في شمال غرب سوريا قرب بلدة أطمة على الحدود مع تركيا. وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” (WSJ) بأن العملية أسفرت عن سقوط قتلى وتدمير عدد من المباني خلال تبادل لإطلاق النار، وأضافت أن العملية تم التخطيط لها في الأيام القليلة الماضية.