يواصل الأسير الفلسطيني خليل عواودة (40 عاماً)، من بلدة إذنا في الخليل، إضرابه عن الطعام لليوم الـ90 على التوالي، رفضاً لاعتقاله الإداري.
وتجلس بنات وزوجة عواودة قرب صورته في المنزل، تحاول الأم كتمان حزنها وقلقها عن بناتها، لكن مع استمرار اعتقال زوجها وإضرابه عن الطعام، يتكرر سؤال الصغيرات: “شو صار مع بابا؟”.
وكانت سلطات الاحتلال، قد أعادت المعتقل عواودة قبل أسبوع مجددا إلى سجن “عيادة الرملة”، رغم وضعه الصحي الخطير جدا، وذلك بعد يوم من قرار المحكمة “العليا” الإسرائيلية بنقله إلى المستشفى بشكل عاجل، نظرا لحالته الصحية الحرجة.
ويعاني عواودة من أوجاع حادة في المفاصل، وآلام في الرأس ودُوار قوي وعدم وضوح في الرؤية، ولا يستطيع المشي، ويتنقل على كرسي متحرك.
وتتعمد إدارة معتقلات الاحتلال نقل عواودة بشكل متكرر إلى المستشفيات المدنية، بدعوى إجراء فحوصات طبية له، لكن في كل مرة تتم إعادته دون إجرائها، بذريعة أنه لم يصل إلى مرحلة الخطورة.
وقالت تولين عواودة (9 سنوات) ابنة الأسير خليل عواودة إنّ “والدها مضرب عن الطعان لليوم الـ 90 على التوالي”، وأضافت: “أساند أبي عبر المشاركة في المسيرات وعندما أحمل صوره في الشوارع وعلى وسائل الاعلام”، مناشدةً من الخليل الأمة الاسلامية والأمة العربية والمقاومة الفلسطينية بمتابعة قضية والدها ليتم الإفراج عنه قبل أن يستشهد.
من جانبها، أكّدت زوجة الأسير عواودة، دلال عواودة أنّ بناتها يسألن بشكل مستمر عن والدهن الأسير، وعن صحته وعن حالته بشكل عام،
وتابعت عواودة، التي تعمل مدرسة في السلك الحكومي، أن بناتها تركن ألعابهن وتحملن مسؤولية وأصبح تفكيرهن متعلق بوضع والدهن الصحي.
وأكدت أن غياب زوجها في السجن فرض عليها تحمل مسؤولية البيت، ثم جاء إضرابه ليضاعف المسؤولية وينعكس على حياة الأسرة كاملة، وقالت: “الطفلات تجردن من الطفولة وباتت مسؤوليتهن أكبر في مساندة والدهن”.
واعتقل العواودة في 27 كانون الأول/ديسمبر 2021، وبعد أيام عقدت محكمة عسكرية جلسة للنظر في ملفه، ولم تقتنع بالتهم الموجهة إليه والمتعلقة بنشاطه على شبكات التواصل، فقررت المخابرات الصهيونية تحويله للاعتقال الإداري لـ6 شهور، وفق والده.
يذكر أن إدارة معتقلات الاحتلال تتعمد نقل عواودة بشكل متكرر إلى المستشفيات المدنية، بدعوى إجراء فحوصات طبية له، لكن في كل مرة تتم إعادته دون إجرائها، بذريعة أنه لم يصل إلى مرحلة الخطورة.