إحياءً لليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، عقدت منظمة الدفاع عن ضحايا العنف -ODVV واتحاد الإذاعات والتلفزيونات الاسلاميّة IRTVU، والمعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان ومركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان، ندوة موازية لأعمال مجلس حقوق الإنسان الـ 52، في قاعة “Strasbourg”، بمقر بيت المنظمات المدنية، في جنيف، تحت عنوان “معًا ضدّ الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية”.
وقدّم الندوة الأستاذ في القانون الدولي حسن فرطوسي، والذي أكّد أن توقيت تنظيم الندوة أتى في وقت تجرأ البعض على هتك حرمة القرآن الكريم و احراقه من قبل بعض المتطرفين في أوروبا.
وخلال مداخلة له، أكّد رئيس المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان، هيثم منّاع، في كلمته بعنوان ” خطاب الكراهية او تفجير الذات للآخر”، أنّ أزمة المنظومة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لم يكن لها أن تكون لولا ثلاثية الشر القادمة من الخارج، الإسلام والإرهاب والهجرة، مشيرًا إلى أنه من أجل هذا يعتبر النضال ضد خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا من أهم محطات النضال الضّروريّة.
من جهته، وخلال مداخلة له في الندوة، أكّد السيد أنور الغربي، الناشط في مجال حقوق الإنسان من مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان، في مداخلته “الاسلاموفوبيا بين الشعبوية والخطاب السياسي، مثال فرنسا”،أنّ الشعبوية هي المحرك والدافع الرئيسي لمنظومة الإسلاموفوبيا وغيرها، مشيرًا إلى أنّ كل دول العالم صوّتت خلال جلسة الأمم المتحدة على قرار الإسلاموفوبيا، باستثناء دولتين هما الهند وفرنسا.
وشدّد الغربي على أنّ ما يعادل ظاهرة الإسلاموفوبيا هو حقّ المواطنة، مستعرضًا وضع فرنسا التاريخي في كيفية تعاملها مع هذه الظاهرة، خصوصًا وأنّه يوجد ما يقارب ستة مليون عربي ومسلم فيها، واستعرض الغربي أمثلة متنوعة للمشاكل التي يعاني منها الداخل الفرنسي.
بدوره، أشار الباحث والصحافي اللبناني، فيصل جلول، إلى أنّ ظاهرة الإسلاموفوبيا تنتشر في أوروبا بخاصة، والولايات المتحدة وكندا واستراليا بالإضافة إلى دول آسيوية وإفريقية عدّة، لافتًا إلى أنها قد بلغت درجة غير مسبوقة في خطورتها، وأن هذا الأمر هو الذي دفع الأمم المتحدة إلى التدخل من أجل التصدّي لهذه الظاهرة.
وفي كلمة حول “كراهية الذات، عنوان المرحلة”، أكّد الكاتب الدكتور محمد حافظ يعقوب، خلال مداخلة له بالندوة، أنّ ظاهرة الإسلاموفوبيا هي أخطر أشكال العنصريّة، لافتًا إلى أنّ هذه الظاهرة بدأت تأخذ مكان الثقافة الفرنسية في المنتصف الثاني من سبعينات القرن الماضي.
هذا وأكد الباحث والناشط الحقوقي، الدكتور فؤاد ابراهيم، في كلمة بعنوان “خطاب الكراهية، الأخطار غيرالمنظورة” أن الصورة الأولية التي أريد تعميمها لدى الرأي العام الأوروبي والغربي عمومًا، هي أنّ الإسلام قام على السيف وانتشر به، لافتًا إلى أنّ هذه الصورة بقيت راسخة لعقود طويلة قبل أن تخضع هذه المقاربة لنقد علمي محايد.
وأوضح إبراهيم أنّ المراجعة في بريطانيا وسنّ القوانين في فرنسا لا يجب النظر إليها على أنها هجوم على المجتمع المدني الإسلامي، بل على المجتمع ككل، حيث من شأنها تشجيع خطاب الكراهية على نطاق واسع.
وكيل الأمين العام لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية، ناصر أخضر، تطرق في كلمة له، تحت عنوان “خطاب الكراهية في وسائل الإعلام”، إلى أبرز الشوائب التي تعتري الخطاب الإعلامي الذي يتصف بالكراهية، لافتًا إلى أنها تتضمن نقل أنصاف حقائق، وتعميما لمصطلحات مشوهة، وتغطية غير متوازنة للأحداث، بالإضافة إلى اعتماد لغة مثيرة على حساب اللغة المقنعة الهادئة العلميّة.
وأشار أخضر إلى تعدّد الأساليب التي تعتمدها وسائل الإعلام، كاستخدام الخطاب التصعيدي، وخطاب الضجيج، بالإضافة إلى الخطاب العنفي، موضحًا أنّ ما صدر عن الأمم المتحدة أو المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان في مجال القوانين والتشريعات المرتبطة بموضوع خطاب الكراهية مقبول وجيد ويمكن العمل عليه.
وقدّم أخضر، عددًا من التوصيات التي تحدّ من انتشار ظاهرة خطاب الكراهية في وسائل الإعلام، كان أبرزها تنشيط دور المنظمات الحقوقيّة والإنسانية المعنية، للعب دور حاسم كشريك مهم وإقليمي مع الأمم المتحدة.
وفي ختام الندوة، قدم الفرطوسي موجزاً عن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أصدرت قراراً أعلنت بموجبه الخامس عشر من آذار/مارس من كل عام، يوما دوليا لمكافحة كراهية الإسلام و خلفياته في القانون الدولي، مشيرًا إلى أنّ مصطلح “الإسلاموفوبيا” بات يوازي “الكراهية المعادية للمسلمين”، نظراً للواقع اليوم في أوروبا وبعض الدول الأخرى، وضرورة معالجته من الناحية القانونية.
وأكّد الفرطوسي أيضاَ على أن العالم اليوم، يعاني ما يكفي من الصراعات والأزمات، ويحتاج إلى تعزيز ثقافة التسامح و العيش معًا واحترام التنوع الثقافي والديني.
واختتمت الندوة بقراءة نص الرسالة الموجهة إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان من قبل 38 منظمة أهلية نشطة في حماية حقوق الإنسان، والتي أعربت من خلالها عن قلقها العميق إزاء القضايا المثيرة للشفقة لحرق القرآن، الكتاب المقدس لجميع المسلمين، من قبل بعض الناس في السويد والدنمارك وهولندا وامتناع الدول المذكورة عن وقفها.
كما وحثّت الرسالة على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة لمكافحة مثل هذه الممارسات المعادية للإسلام، وإدانة مثل هذه الأعمال العنصرية بكل وضوح، لصيانة حقوق الإنسان.
➖➖➖➖➖➖➖
للاشتراك في وكالة يونيوز للأخبار. يمكنكم الضغط على الرابط التالي
https://unewsagency.com
➖➖➖➖➖➖➖